وافق أمس حزب النهضة الحاكم على الجلوس مع جميع أحزاب المعارضة والائتلاف الحاكم إلى طاولة الحوار دون أي شروط مسبقة، فبعد اللقاء السري الذي جمع في العاصمة الفرنسية بين زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، والباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس، أطلقت حركة النهضة دعوة عامة لحوار فوري بين مختلف الفرقاء، للعمل على تقريب وجهات النظر بخصوص تشكيل حكومة انتقالية. وطلبت النهضة من المركزية النقابية إدارة حوار مع المعارضة العلمانية لإيجاد حل للأزمة السياسية الحادة التي تعيشها البلاد، وقال راشد الغنوشي، رئيس الحركة بعد لقاء مع حسين العباسي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل إنه طرح جملة من الأفكار والمقترحات على قيادة الاتحاد، وهي ستدير الحوار حولها مع عدد من الأطراف السياسية، وقال العباسي إن النهضة وكذلك أطراف المعارضة مطالبون بتقديم تنازلات خدمة لمصلحة البلاد. وفي المقابل، وبعيداً عن الحراك الذي تشهده الأروقة السياسية في تونس، يتواصل اعتصام الرحيل في ساحة باردو مع إصرار المشاركين فيه من نواب وفعاليات شعبية على تحقيق مطالب المعارضة، وأكد بيان صادر أول أمس عن جبهة الإنقاذ الوطني، والتي تضم مجموعة من الأحزاب المعارضة لحكم حزب النهضة الإسلامية، على تمسك الجبهة بحل المجلس الوطني التأسيسي وحل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وأن تترأس الحكومة شخصية وطنية مستقلة، وتكون الحكومة محدودة العدد ولا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة. كما دعت الجبهة إلى استمرار الحوار مع الأطراف الراعية للحوار الوطني وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث ينتظر أن يعقد اجتماع ثان بين زعيم النهضة راشد الغنوشي والأمين العام للمنظمة الشغيلة حسين العباسي، كما أدان بيان المعارضة، ما اعتبره "استمرار حركة النهضة في سياسة الهروب إلى الأمام بإقدامها على مواصلة التعيينات الحزبية في قطاعي الإعلام والأمن وهو ما يشكك في مصداقيتها لتنفيذ وعودها بمراجعة هذه التسميات". وطالبت المعارضة بضرورة "استمرار اعتصام الرحيل في باردو وفي الجهات واتخاذ الإجراءات العملية لتفعيل أسبوع الرحيل كشكل للنضال السلمي قصد تحقيق أهداف الشعب التي تتمثل في رحيل الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني". المطالبة بتشكيل حكومة غير متحزبة للخروج من الأزمة دعا حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات المشارك في السلطة بتونس، إلى تشكيل حكومة غير متحزبة كسبيل للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد منذ اغتيال القيادي في المعارضة محمد البراهمي في 25 جويلية الماضي، وطالب زعيم الحزب ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، في كلمة له خلال المجلس الوطني للحزب بمدينة سوسة أمس الأول بتشكيل حكومة غير حزبية لإدارة المرحلة الانتخابية القادمة وتكون محل توافق ضمن حوار وطني يجمع كل الفرقاء السياسيين، وقال الناطق الرسمي باسم حزب التكتل محمد بنور في ندوة صحافية خلال استعراضه للبيان الختامي للمجلس الوطني للحزب "نحن متفائلون بنتائج الحوار وسيتم خلال الأسابيع القادمة التوصل لحلول، مشيرا إلى أن من أهم القرارات الأخرى الواجب اتخاذها ضرورة حل رابطة حماية الثورة وكل المنظمات المنتهجة للعنف والداعية للفوضى، كذلك تحييد الإدارات ودور العبادة".