يحمي الإرشاد المدرسي في المؤسسات التعليمية الطالب من الدخول في صراع داخلي مع نفسه بين إرضاء رغبته في اختيار مشروعه الدراسي والخضوع لرغبة أسرته، من أجل هذا دعا يحيى بوشلاغم دكتور في العلوم الاجتماعية قسم علم النفس من جامعة تلمسان، إلى ضرورة دعم الإرشاد المدرسي والمهني في جميع الأطوار التعليمية، لأن الإرشاد النوعي لا يتحقق إلا بالمعرفة الفردية للتلاميذ. يتمتع الدكتور يحيى بخبرة في مجال الإرشاد المدرسي، كونه سبق له وان تكفل بمختلف مشاكل التلاميذ في مجال التوجيه والإرشاد، من أجل هذا قام بدراسة طرح فيها أهمية الإرشاد المدرسي وقدم الاقتراحات التي تخدمه. وحول أهمية الإرشاد المدرسي تحدث ل« المساء” الدكتور يحيى قائلا “ يعاني التلاميذ في الطور المتوسط والثانوي من بعض الصعوبات في مجال التوجيه، ولعل ابرز الصعوبات التي تواجههم وتتكرر معهم في كل مرحلة، حالة الحيرة التي يقعون فيها عند اختيار بعض التخصصات أو التوجهات، إذ تواجههم مشكلة صعوبة الاختيار بحكم تدخل رغبة الأولياء التي تضغط عليهم، ما يخلق لديهم نوعا من الصراع النفسي الذي ينحصر بين عدم معرفة ما الذي ينبغي عليهم القيام به، هل هو التمسك بمشروعهم الدراسي المختار او الخضوع لرغبة الأولياء؟”. وأردف قائلا: “إن تدخل الأولياء في توجيه الأبناء يعتبر مشكلة ثقافية لأن بعض الأولياء الذين عجزوا في طفولتهم لأسباب اقتصادية أو اجتماعية عن تحقيق مشاريعهم يرغبون في تعويضها بأبنائهم، ما يعني فتح نافذة من الصراع على التلاميذ”. يؤدي تدخل الأولياء الى ما يسمى بسوء التوجيه الذي يعتبر فيه التلميذ الضحية الأولى وتترتب عنه آثار قريبة وبعيدة المدى، حيث تتمثل الآثار القريبة المدى، يقول المتحدث، في اضطراب سلوك التلميذ وعدم تكيفه الذي يظهر جليا بلجوئه فيما بعد الى تغيير التخصصات وعدم الثبات في تخصص واحد، أما بالنسبة للأثر البعيد فيتمثل في كون التلميذ قد يواصل تعليمه ويتخرج غير انه عند الالتحاق بالوظيفة يجد نفسه عاجزا عن التكيف معها وبالتالي يصعب عليه إظهار مهاراته، الأمر الذي يقوده إلى الفشل في حياته المهنية. من جملة الاقتراحات التي يرى الدكتور يحيى أنها كفيلة بمساعدة التلاميذ على تخطي مثل هذه المشاكل، تأكيده على ضرورة دعم الإرشاد المدرسي والمهني في جميع الأطوار التعليمية، والعمل على تعيين المرشدين او ما يسمى بمستشاري الإرشاد والتوجيه المدرسي والمهني في جميع المؤسسات التعليمية بما في ذلك الأطوار الابتدائية، لأن بيداغوجية تحقيق مشروع مدرسي لا تتحقق إلا من خلال المعرفة الفردية للتلاميذ، وهذه النقطة يقول محدثنا لن تتحقق بالنظر الى حجم المقاطعة الإدراية التي يشرف عليها المستشارون المدرسيون، من اجل هذا كان لابد من فتح المجال لتوظيف اكبر عدد من المستشارين، لا سيما على مستوى الابتدائيات التي تفتقر الى هذا النوع من المختصين.