أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي ،اليوم ، أن أطراف المعادلة الديمقراطية في الجزائر تملك من النقاط المشتركة ما يجعلها متوحدة إزاء المسائل الجوهرية خاصة فيما تعلق بالمواقف من القضايا الدولية والعلاقات الخارجية، موضحا أن ذلك راجع لكونها تستمد مشروعها المجتمعي من التاريخ والهوية وهو سلوك تتميز به المجتمعات القوية التي لا تتنازع داخليا عندما يكون الأمر متعلقاً بمصالحها أو حضورها في الساحة الدولية. واعتبر بوغالي خلال كلمة ألقاها، خلال افتتاحه أشغال يوم برلماني حول دور المعارضة في الجزائر، أن كل خطوة للاستثمار في الديمقراطية دليل على الوعي بحتمية تبادل الأدوار في المنظومة السياسية، وأضاف بارتياح أن الجزائر تتجه إلى تكريس الفعل الديمقراطي بقوة طرح وبصدق عزيمة، كما ظل يؤكده عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية في كل مناسبة. * الدور الذي قامت به المعارضة الإيجابية ساهم في التكامل وتصحيح الأخطاء واستطرد رئيس المجلس أن" تزكية الشعب للدستور وما نالته المعارضة من حيز تمثيلي في الانتخابات البرلمانية والمحلية كان دليلا على صدق الإرادة السياسية في تكريس القانون والانسجام مع الخطاب"، وأضاف بالقول أن الدور الذي قامت به المعارضة الإيجابية قد ساهم في التواصل والتكامل وتصحيح الأخطاء، وتابع بوغالي في المنحى مثمنا انسجام وتناسق عمل نواب المجلس الشعبي الوطني رغم تباين الرؤى والتصورات في بعض الأحيان، واعتبر هذه الممارسات سلوكا حضاريا ينم عن مستوى عال من الوعي ومؤشرا قويا على حجم الخطوات التي قطعتها الجزائر في طريق الديمقراطية وتقبل الاختلاف والرأي الآخر. وبالمناسبة، دعا رئيس المجلس إلى تغليب المصالح العليا للوطن في ظل انفتاح الجزائر على العالم وسعيها لاسترجاع دورها الريادي، مؤكدا أن هذه المرحلة، بما تمثله من تحول وتجديد، تستدعي الكثير التفهم، وذلك بالنظر لما يشهد العالم من تكالب لاسيما على المدافعين عن القضايا العادلة. وبخصوص الدور المنوط بالمعارضة، لفت بوغالي إلى ما يقتضيه من ضرورة الإنصات للصوت الآخر باعتباره عامل تنوع وإثراء، وأضاف أن ممارسة دور المعارضة يتيح الفرص لتحسين الأداء السياسي ، مؤكدا في ذات الوقت حق الأقلية في المشاركة وإبداء الرأي مع ضرورة احترام الأغلبية. واختتم رئيس المجلس كلمته مؤكدا أن الجزائر الساعية إلى تثبيت أركان دولة القانون تسير في هذا الاتجاه، وأن قيادة البلاد برئاسة عبد المجيد تبون تراهن على النضج الذي وصل إليه المجتمع بفضل التجارب والخبرات المتراكمة، وأضاف بأن إرساء البناء الديمقراطي في الجزائر الجديدة يبرز حجم الأشواط التي قطعتها الجزائر التي ستبقى المنتصر الأخير مهما تكن نتائج الاختيارات المعروضة.