تمضي الحكومة بخطى ثابتة نحو تعزيز السياحة من خلال إقرار جملة من التسهيلات الخاصة بالسياح الأجانب لتسهيل دخولهم ارض الوطن. وبعد أن أعلنت وزارة الداخلية عن تأشيرة التسوية، ألقت على عاتق الوكالات السياحية الناشطة إدراج كل المعطيات المتعلقة ببرنامج الزيارة السياحية والمشاركين فيها من السياح الأجانب عبر أرضية رقمية مستحدثة. ونشرت وزارة الداخلية أول أمس، الترتيبات الجديدة في منح التأشيرات السياحية للسيّاح الأجانب الراغبين في زيارة جنوبالجزائر عن طريق وكالات السياحة والأسفار الجزائرية، وأوضحت الوزارة أنه بالنسبة للسياح الأجانب الراغبين في زيارة جنوبالجزائر عن طريق وكالات السياحة والأسفار الوطنية المعتمدة عليهم الاستفادة من تأشيرة التسوية مباشرة عند الوصول إلى المنافذ الحدودية بدل إجراءات التأشيرة العادية، وأضافت الوزارة "تقوم الوكالات السياحية المعتمدة بإدراج كل المعطيات المتعلقة ببرنامج الزيارة السياحية والمشاركين فيها من السياح الأجانب، وذلك عبر أرضية رقمية يتم الولوج إليها بمديريات السياحة والصناعة التقليدية للولايات المعنية". وأوضحت أن السياح الأجانب المعنيون سيستفيدون من وثيقة تسلم لهم عن طريق وكالاتهم السياحية، تسمح لهم بالركوب عبر الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران بالمطارات القادمين منها، كما يستفيد السياح الأجانب مباشرة عند وصولهم، من تأشيرات التسوية بالمدة التي تتوافق مع فترة الرحلة السياحية المنظمة لهم, وذلك وفق التشريع والتنظيم المعمول بهما. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الطلب الكثيرة على التأشيرة الجزائرية، حيث تجاوز عدد السياح الذين توافدوا على الصحراء الجزائرية 1000 سائح أجنبي من مختلف الجنسيات، منذ انطلاق موسم السياحة الصحراوية شهر نوفمبر الماضي، خصوصا بعد فتح الخط الجوي باريس (فرنسا) جانت (جنوبالجزائر) الذي حفز كثيرا السياح على التوافد إلى المنطقة عبر هذا الخط الجوي المباشر. * رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر ل"الاتحاد": في 2023 سيلعب قطاع السياحة الدور المنوط والمأمول منه قال رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر محمد أمين برجم، إن القرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة جد ايجابية وهي "نابعة من الإرادة السياسية في جعل القطاع السياحة من أهم القطاعات التي يمكن التعويل عليها قادم الأيام، نحن نتكلم عن اقتصاد قوي سنة 2023، أين سيلعب قطاع السياحة الدور المنوط دوره والمأمول منه". كما اعتبر برجم خلال حديثه مع "الاتحاد" أن القرار جد شجاع من شانه أن ينعش عمل السياحة والأسفار، ويرجع الجزائر إلى مكانتها العالمية، قائلا" لا يخفى على احد أن الجزائر لها من تاريخ قديم ومناظر طبيعية ومقومات دولة كبيرة كون أن ثلث أرباع مساحتها صحاري"، منوها في هذا الصدد بالمقومات الطبيعية والبشرية يمكنها أن تلعب دور كبير في الاقتصاد الوطني، إضافة إلى المقومات فيما يخص الهياكل القاعدية التي يمكن من خلالها بناء سياحة مستدامة وقوية، مردفا "نتكلم عن المطارات الجزائر من بين الدول القليلة في العالم التي عدد المطارات كبير خاصة في الإقليم الصحراوي، نتكلم عن ادرار التي يوجد بها مطار دولي، بسكرةالوادي، جانت ، تمنراست وبشار، هذه المطارات يمكن أن تلعب دور كبير في السياحة، وقد لاحظنا ذلك في عديدة الدول التي نظمت أحداث كبرى ولم يكن لها أكثر من مطارين او ثلاثة مطارات دولية، الجزائر بإمكانها أن تكون قطب من أقطاب السياحة على الصعيد الدولي كذلك السياحة الصحراوية بالأخص هناك تنوع كبير في الجانب الحضاري يمكننا وضع العديد من البرامج السياحية في الصحراء، السياحة الحموية، السياحة الثقافية وحتى الميكانيكية، كلها يمكن ان تجعل الجزائر وجهة للسياحة العالمية". وبخصوص العوائق التي تعترض الجزائر لأن تكون واجهة للسياحة في افريقيا، قال برجم إن أول تحدي تواجهه الحكومة هو إماطة الصورة الذهنية السيئة التي رسمتها العديد من الدول حول الجزائر، حيث كانت تجعلها من بين الدول غير المسموح السفر اليها، وكانت تصور عن أوضاع أمنية جد متدنية، وهو ما كان يبعث في نفس السائح الأجنبي الخوف في القدوم إلى الجزائر على اعتبار أنه يضع الجانب الأمني معيارا لاختيار وجهته، لكن مع الأحداث التي نظمتها الجزائر على غرار الألعاب المتوسطية، واحتفالات ستينية الثورة والأحداث الرياضية القادمة، ستتغير نظرة الأجانب، وهي فرصة لكي تسترجع مكانتها التي كانت عليها من قبل لأن أهم عنصر موجود هو الأمن والتنوع الجغرافي، وفي هذا الشأن دعا برجم السلطات بالعمل على جميع المستويات مع جميع التنظيمات ووسائل الاعلام والمؤثرين لنقل صورة الجزائر الحقيقية.