أكد الشاعر إبراهيم صدّيقي أنّ الحركة الشعرية في الجزائر تعاني بسبب وجود قوائم شعراء مغشوشة تتدعي الحداثة،كون أن هذه الأخير تعتمد على إيجاد كلمات مفتاحية تتواكب مع العصر. وركز على ضرورة التطوير في المضامين الشعرية والابتعاد عن الكم الرديء من الأعمال لمناقشة هذه النقاط كانت لنا هده الدردشة القصيرة مع الشاعر إبراهيم صدّيقي. حدّثني عن أخر إصدارتك"حروف تتجرأ"؟ هو نتاج تجربة إبداعية مشتركة جمعته بالتشكيلي حمزة بونوة، وسمها ب”حروف تتجرأ”، حيث اعتبر فكرة العمل الذي جمع فيها المبدعان بين الرسم والشعر بمثابة عمل فني مبدع، وجديد، وذي نكهة خاصة، أنه أعجب كثيرا بلوحات حمزة بونوة، وبكيفية تعامله مع الحرف، واللون، الأمر الذي شجعه على دخول التجربة. كيف تم تحقيق هذا الانسجام بين الرسم والشعر؟ في حقيقة الأمر كان هذا اللقاء بفضل زميلتي سميرة قبلي سميرة مدير النشر بالمؤسسة الوطنية لاتصال والنشر و الإشهار ، والشاعر عبد الرزاق بوكبة اللذان اقترحا علي أن أتأمل رسومات الفنان التشكيلي " حمزة بونوة" ... فحاول أن استلهم منها بعض النصوص الشعرية فوقع يدي على 300 صورة ..أجمل ما رأيته إضافة إلى إنني ألحقت مقاطع شعرية كانت بحوزتي إلى تلك التي نظمتها. نلاحظ غيابك عن الملتقيات ،الى ما يعود ذلك؟ فيما يخص غيابي عن الملتقيات، يعود ذلك بشكل كبير إلى سوء تنظيم هذه الملتقيات، حيث تتم دعوة المعنيين قبل يوم من انطلاق الفعاليات، كما يساهم تمييع مواضيع النقاش في عزوفه عن حضور هكذا ملتقيات نظرا لبحثي الدائم عن كل ما هو جاد وهادف ليساهم في إثراء الحركة الشعرية في الجزائر. لماذا تملك إصدارات قليلة؟ إقلالي في الطبع يعود إلى اهتمامه الكبير بتقديم الأفضل بحيث يصر في كل مرة على تنقيح أعمالي، واختيار ما يصلح منها ليقدم للقراء. ما تعليقك الإصدارات التى قدم في صالون الكتاب2013؟ عن مستوى الأعمال المقدمة في الطبعة الثامنة عشرة من معرض الكتاب، إنني متفائل بأعمال كثير من الأسماء على الرغم أيضا من وجود أعمال لا تليق بالنشر. كيف تقيم الحركة الشعرية حاليا؟ الحركة الشعرية ينبعث فيها في بعض دفئ أحيانا و تبرد مرات أخرى، فلا ننكر أن الكم موجود وعدد ملتقيات كثيرة كذلك نفس الشيء بالنسبة للإصدارات الشعرية ،لكن يبقى المشكل يكمن في الكّيف والمضمون فعلينا أن نطّور بعض أشياء و حتى أدواتنا وعدم استسهال الأمور كثيرا في الكتابة الشعرية إضافة إلى إنقاصنا من المجاملات حتى لا نجعل من صفحات "الفيس بوك" حقيقة مطلق نصدقها تكتب لنا تعليقات مثل:رائع ،جميل ...الخ هل يملك الشاعر إبراهيم صديقي حساب في الفيس بوك ؟ بالنسبة لي فأنني لا أملك حساب في الفيس بوك . هل أنت مع الشعراء الذين يروجون لأعمالهم الجديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟ طبعا أنا مع هذه الظاهرة ، فأحيان يقرأ لي عبر صفحات الفيس بوك لكن أن ضد أن الشاعر حين يتلقى تعليقات عليه إن لا يصدق وارى بان أجمل رد فعل هو شكر الشاعر.... ونتفادى تقديم موافق نقدية اعتباطية نغلط بها الشاعر و القارئ معا. والنقد في الجزائر عرف فتورا مع حركة الإبداع رغم أن الجامعة الجزائرية حافلة بالمختصين، و الحديث يشمل أيضا الفن الآخر الدراما، الفن السينمائي ، الموسيقى و غيرها من الفنون الإبداعية . كيف ترى الحداثة في الشعر الجزائري؟ الحداثة قدر مقدور لكن أي حداثة .... إذا اصطنعنا جمل وكلمات يكفي إن تكون مبهمة لنسج بها في الركب الحّداثي الشعري ،لكن اذا كتبنا عن وعي بمفاتيح عصرنا الجديد وبمفاتيح الكلام الجديدة لان هدا الأخير يجدد مفاتيحه و التى يتم توظيفها في شعرنا وموسيقانا ورسمنا. ولكن هذا الخلط في قائمة الشعراء المغشوشة فمرات اقرأ أشياء ليس لها معنى وعلى حد قوله" لا ساس ولا رأس" ،وبحجة انه حداثي يتم الترويج له والنتيجة عزوف جمهور عن الشعر وهذا بدوره جعل من الشعر يمر بأصعب أيامه بسبب هذه الادعاءات والخلط لهذا لابد أن نكتب بجدية حتى نستمر. ما مشاريعك الجديدة؟ احظر لديوان شعري جديد وهو معروف عني إنني أخاف من النشر بحيث إنني لا انشر بسهولة، ففي بعض المرات اكتب شعرا بيني وبين ذاتي ، فأنا من الشعراء المقللين ولا اكتب كثير ولا استطيع أن احتفي بشاعر يكتب كل يوم وهدا يجعلني حائر فاشعر أبدا لم ين هكذا فحاليا انتظر أن تكتمل التجربة مع دار نشر عربية. قلت إن الشعر ليس هكذا فماذا تقصد؟ الشعر عملية إبداعية تتطلب منا توفر على موهبة وتطوير لهذه الأخيرة ..فالإبداعي الشعري يسلتزم منا الاطلاع على الإبداعات الأخريين ، فالاسمنت التى تبنى بها شعرنا ألا وهي اللغة العربية لابد علينا التحكم فيها كون اننا نرى الكثير من الأخطاء في العروض واللغة في النظم الشعري اليوم لأسف . كيف ترى حركة النشر في الجزائر؟ صناعة الكتاب تتطور يوما بعد يوما ،لكن لابد من إعادة النظر في المضامين الأدبية خاصة منها الشعر باعتباري شاعرا حتى نرتقي ونقدم ما هو أفضل للقارئ.