هل لنا الحق في الاستفادة من سكنات لائقة وشروط الحياة الكريمة، هل لنا الحق في الاستفادة من السلامة الصحية والمرافق التربوية والثقافية، هل الحق في وسائل النقل والتهيئة، هي جملة التساؤلات التي رفعها سكان حي الشعايبية الواقع على مستوى بلدية أولاد شبل ببئر التوتة إلى والي العاصمة لانتشالهم من المعاناة التي يعيشونها منذ الاستقلال.أبدى سكان حي الشعايبية استيائهم الشديد من جملة من المشاكل التي عكرت صفو حياتهم، وعلى رأسها وضعية السكنات الهشة والتي لم تعد صالحة للسكن بالإضافة إلى غياب عيادة طبية بالمنطقة توفر لهم الخدمات الصحية الضرورية ناهيك عن انعدام النقل بالمنطقة ما يجعلهم يعتمدون على المشي على الأقدام للتنقل إلى المواقف القريبة منهم، ضف إلى غياب ثانوية ومتوسطة وهو الأمر الذي أتعب التلاميذ كثيرا في تنقلاتهم غاية بئر التوتة للدراسة، كما أن انعدام المرافق الترفيهية والرياضية من بين الانشغالات التي نقلها سكان المنطقة لوالي العاصمة عبد القادر زوخ على هامش الزيارة التفقدية التي قادته للمنطقة لمعاينة المشاريع السكنية المنجزة بها. سكنات هشة لم تعد صالحة للسكن أجمع جل السكان الذين التقت بهم "الاتحاد" أن السكنات التي يقطنوها لأزيد من خمسين سنة لم تعد صالحة للسكن، بالنظر إلى الوضعية المتدهورة التي آلت إليها أسقفها وجدرانها من تصدعات وتشققات، ما جعل قاطنوها يتخوفون من سقوطها على رؤوسهم في أي لحظة، ناهيك عن مساهمة العوامل الطبيعية والاضطرابات الجوية في هشاشتها، حيث اشتكت العائلات من الوضع القائم والذي أضحى هاجسا يؤرقهم كثيرا، ناهيك عن الرطوبة التي باتت تشكل خطرا على صحة قاطنيها خاصة مرضى الحساسية، وهو الأمر الذي جعل السكان يناشدون والي العاصمة بالنظر إلى الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها وضمهم مع قوائم المرحلين بالعاصمة. عيادة طبية وثانوية مطلب ملح ومن جهة أخرى ناشد السكان الجهات الوصية عنهم، بضرورة توفير قاعة علاج قريبة من مقر سكناتهم، والتي من شأنها أن تحفف الضغط كما عبر السكان عن استيائهم الشديد من الوضعية التي أرقتهم، وزادت من متاعبهم خاصة وأنها أجبرتهم على التنقل غاية المناطق المجاورة من أجل تلقي العلاج، وأمام هذا الوضع يأمل السكان أن تجد السلطات المحلية حلا لمشكلاتهم والتي من شأنه أن يحد من المعاناة التي طال أمدها، ومن جهة أخرى طالب تلاميذ المنطقة الجهات المعنية من أجل انجاز متوسطة وثانوية من شأنها أن تقلل من المعاناة اليومية التي يعيشها التلاميذ جراء التنقل إلى ثانويات الأحياء المجاورة كبئر التوتة، خاصة في فصل الشتاء أين يجدون صعوبة في التنقل في ظل غياب النقل، الأمر الذي زاد من معاناتهم، وانعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي، وعليه يجدد التلاميذ مطلبهم للسلطات المحلية من أجل إنشاء متوسطة وثانوية بالمنطقة للتخفيف من معاناتهم اليومية. انعدام النقل يدخل السكان في إقامة جبرية أضحى مشكل انعدام النقل من بين الانشغالات التي يطرحها سكان الشعايبية خاصة وأن انعدامها رهن مشاغل الكثير منهم، حيث قال أحد السكان في هذا المجال إن الوضع بات يزعجهم ويؤرقهم كثيرا في ظل غياب خطوط للنقل المسافرين تربط الحي بالمناطق المجاورة، الأمر الذي جعلهم يقطعون مسافات طويلة متحملين بذلك مشقة التنقل مشيا على الأقدام للوصول إلى المحطة القريبة منهم أو الاعتماد على سيارات الأجرة خاصة في الأيام الماطرة أين تشكل الأمطار عائقا كبيرا أمامهم للوصول إلى مقراتهم خاصة المتمدرسين والعاملين حيث قال قاطنو الحي أن أصحاب سيارات الأجرة يستغلون الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها برفعهم للأسعار، وهو الوضع الذي ذاقوا ذرعا منه، فبالرغم من أن المنطقة لا تبعد كثيرا عن وسط المدينة إلا أنها تعتبر شبه معزولة، الأمر الذي جعلهم يطالبون السلطات الوصية بضرورة النظر إلى انشغالهم وتوفير وسائل النقل بالمنطقة والتي من شأنها أن تحد من معاناتهم اليومية. لا مرافق ترفيهية ولا ثقافية بالحي وفي سياق متصل أعرب قاطنو المنطقة خاصة الشباب منهم عن تذمرهم الشديد من انعدام المرافق الثقافية والرياضية بالمنطقة كقاعات رياضية وملاعب جوارية ودور للشباب، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية وهو الأمر الذي جعل الشباب يسقطون في منحدر الآفات الاجتماعية في ظل غياب مثل هذه المرافق، وما زاد من معاناتهم تكبدهم عناء التنقل للأحياء المجاورة قصد ممارسة نشاطاتهم الرياضية، التي غالبا ما يتخلون عنها حيث يلجأون إلى ممارسة نشاطات تكون عواقبها كبيرة، يحدث هذا أمام تجاهل الجهات المعنية طلبات المتكررة والمتمثلة أساسا في توفير المرافق الترفيهية والرياضية، خاصة وأن توفير هذه المرافق يساهم بشكل كبير في كسر الروتين اليومي. وأمام هذا الوضع يطالب السكان من السلطات الوصية النظر في الأمر وتسطير برنامج تنموي خاص بالمنطقة من شأنه أن يحسن الوضع ويحد من معاناتهم التي دامت طويلا، مهددين بالاحتجاج والخروج إلى الشارع في حال ما إذا لم تأخذ طلباتهم بعين الاعتبار.