من فضلك أريد حجز غرفتين ليلة 30من ديسمبر لي و لرفاقي، و أنا أريد حجز طاولة بمطعم الفندق.. فيما رد صاحب الفندق أعتذر فكل الغرف و القاعات حجزت 10 أيام قبل اليوم، عليكم التوجه إلى مكان آخر لربما تجدون ضالتكم.. هذا ما يدور في هذه الأيام من أحاديث في الشارع و على صفحات موقع التواصل الاجتماعي الأكثر رواجا في الجزائر "الفايس بوك" صديقي أين سنقضي ليلتنا، أين نحتفل، و من ستصطحب معك.. إذا هي امتثال بسلوكيات غريبة عن ديننا الحنيف، و حتى عن العرف الأخلاقي الذي توجب كل مؤمن و مؤمنة الاحتذاء به، جزائريون يعشقون الزهو و اللهو يمتثلون بالنصارى في احتفالهم برأس السنة فتجد منهم من يتسابق على محلات الحلويات لشراء" لابيش" التي يصل سعرها إلى 8 آلاف دينار جزائري، و آخرون يعجون على محلات بيع الأزهار لاقتناء شجرة الميلاد بمليوني سنتيم، بين كل هذا و ذاك أين إيماننا بالله عزّ وجلّ أي قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم و هل سيعفو رب الكون على شبابنا الهائم يوم يطلب رسولنا الصفح ب "أمتي، أمتي، أمتي"؟. "لابيش" ل "الفقراء" و "البابيش" وقفت "الاتحاد" بأحد محلات بيع الحلويات ببلدية بئرخادم بالعاصمة على الإقبال و التهافت الكبيرين للمواطنين هذه الأيام لتسجيل أسمائهم للطلب المسبق لحلوى عيد الميلاد بما يعرف "لابيش"، و يقدم الزبائن الطلبات كل واحد حسب احتياجه من ذوق و مقاس و لون و زينة، يحدث هذا في حين تتضور العديد من الجزائريين جوعا و بردا فبدلا من اقتناء أدوات صنع الحلويات و كذا لوازم الاحتفال بيوم لا يقربنا في شيء بل و أكثر يعد كفرا و شركا بالله حسب ما أكده لنا الخطيب و الأستاذ الجامعي مسعود بوسعدية، فنجد عائلات تعانق أرصفة الشارع بحثا عن بقايا المأكولات في المزابل و الساحات العمومية بينما شباب اليوم يبذر ما أنعم عليهم رب الكون من رزق و مال في تفاهات يشترون بها مقعدا في جهنم، و قال لنا صاحب المحل في رده عما ادا كان مشاركا في إبعاد شباب الأمة عن دينه، أنه لا يعمد ذلك و إنما هو يرى المسألة من زاوية تجارية و فقط، و ما دام ما يقتنيه هو بمال حلال و يبيعه بيع حلال فهو بغنى عما ينسب إليه، و أضاف أن الطلبات على مختلف الحلويات و خصوصا "لابيش" تنطلق من 24 ديسمبر لتنتهي يوم 31 من نفس الشهر، بالرغم من غلائها اذ يتراوح سعرها بين 1000 الى 8000 دج، حسب المقاس أو المواد الغذائية التي صنعت بها. فنادق و ملاهي الجزائر.. محجوزة تعرف فنادق الجزائر هذه الأيام ككل عام نشاط و حركية كبيرين، سواء تعلق الأمر بعمليات الحجز من طرف الزبائن أو من طرف طاقم العمل بالفنادق الذين يحضرون لاستقبال شباب الجزائر و الأجانب لقضاء ليلة صاخبة حتى بزوغ فجر اليوم المقبل، و الغريب في الأمر أنك تشاهد شحنات و كراطين من الخمر الذي تدخلها هذه الفنادق علنا و في وصح النهار، كما تشاهد شجرة الميلاد تزين بهو القاعات و أضواء و ألوان و غيرها، و يقبل العديد من الجزائريين على حجز غرف لهم و لرفاقهم أو طاولة في مطعم الفندق و ينجح في ذلك من استبق باستعداداته لليوم الموعود بالنسبة لهم بأيام قد تصل 20 يوما أو الشهر، فاليوم نحن في 28 من ديسمبر نجد جل الفنادق على مستوى القطر الوطني قد وضعت مخططها ليوم الاحتفال بإعداد طلبات الزبائن المنتظرين لاحتلال غرفه و قاعاته. مسعود بوسعدية ل"الاتحاد": الاحتفال بعيد الميلاد..حرام , حرام قال الخطيب و الأستاذ و المؤلف مسعود الخطيب في حواره أمس مع "الاتحاد" أن احتفالات رأس السنة ملة النصارى، و استشهد في حديثه بالآية الكريمة "لن يرضى عنكم اليهود و النصارى حتى تتبعوا ملتهم" و هو الشأن الذي يطبق على شباب الجزائري اليوم، و يضيف أنه إذا اتبع الجزائريون ملة النصارى و الكفار فهم منهم، فالتشبه بهم حرم بوضوح في كتاب الله عزوجل، على غرار شراء و بيع و شرب الخمر و غيرها من الفسق الذي يصاحب مثل هذه الاحتفالات كتخلي البنات عن حياءها بلبس المزركش و الملون و العري، و نصح بوسعدية قادة الأمة المسلمة و الجزائريين منهم على وجه الخصوص بتصحيح المفاهيم و حسمها بكل جدية و وضوح فلا يجب تحريم هذا و ترك ذاك، و إنما يجب الاقتداء بنبينا محمد و بكتاب الله فالحرام بين و الحلال بين أيضا، و في رده على ما إذا تم تلقي أوامر من وزارة الشؤون الدينية في شأن إلقاء خطب الجمعة لأجل ذلك قال محدثنا أن لحد الساعة لم نتلقى ذلك و إنما يعمل كل إمام و خطيب على ذلك في الدروس التي يقدمها لرعيته. جزائريون يطيرون إلى الخارج للاحتفال بليلة يعمد العديد من الجزائريين الانتقال الى الخارج للاحتفال برأس السنة و تصل ميزانية ذلك بإنفاق 5000 مليار سنتيم في سهرات ماجنة يميزها شرب الخمور حسب الدراسة التي قام بها عدد من الخبراء الاقتصاديين في الجزائر تحت إشراف الدكتور فارس مسدور، و تعد فرنسا و تونس الوجهتين المفضلتين لدى الجزائريين في حين دخلت دبي خط الوجهات المستحبة، بينما يتجه العديد من الشباب الجزائري الى صحرائنا الشاسعة لاقامت احتفلاتهم الجنونية بمصاحبة النار و الشاي المنقح بالنبيذ و الموسيقى الصاخبة و صحبة أجنبية.