من الممكن ان يتكرر سيناريو الأربعة و الألفين هذه المرة بنفس الوجوه المرشحة للمنافسة على أعلى قيادة في البلاد و في أهم استحقاق تزامن موعده مع أصعب مرحلة تمر بها الجزائر، نظرا لهشاشة الأمن في البلدان المجاورة و كذا تداعيات الربيع العربي على المنطقة ككل و المحاولات الفاشلة لسحب الجزائر الى الفوضى التي يتمناها أعداء الجزائر، فما جديد رئاسيات 2014؟ و من سيكون أرنب هذا الاستحقاق؟. من سينافس بوتفليقة غير بن فليس؟ بمجرد اعلان رئيس الحكومة الأسبق تساءل الجميع عن ما اذا كان الرجل سيخوض الرئاسيات وهو ضامن المرتبة الثانية لا غير، هذا ما تم تداوله في البداية و رجح الجميع أن يكون علي بن فليس رجل "الأرنب" في استحقاق تقدم إليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نظرا للثقل الذي يحظى به، لكن و اقتراب الاستحقاق الأهم في البلاد تغيرت المعطيات بسبب غياب بوتفليقة عن الساحة السياسية لعدة أشهر قاربت اكمال نصاب العام من الاختفاء نظرا للأزمة الصحية التي مر بها من جهة اضافة الى استغلال الظرف من قبل المعارضة الجزائرية لتعبئة الشعب ضد ترشحه للعهدة الرابعة. صحافة تشبعت بحملات تعبئة ضد العدة الرابعة يبدوا أن حملات التعبئة التي خاضتها الأحزاب المعارضة تدلو بدلوها على الصحافة الوطنية، هذه الأخيرة أصبحت تتخذ موقف المناهض و المعارض و هو فعل طبيعي اذا أدرجناه ضمن نظريات الاعلام و الاتصال فالتأثير على الطبقة المثقفة نوعا ما سيؤدي بطبيعة الحال بالتأثير على بقية أفراد المجتمع، و هي الوسيلة التي لجأت اليها المعارضة بكسب مواقف في صفوف الصحفيين اما بالتأثير أو بلولب الصمت، هذه الأخيرة نجحت مع العديد من الصحافيين المبتدئين و المتحمسين فاما أن يتبعوا ركب الاجماع في اللقاءات بينهم أو في قاعات التحرير و اما الالتزام بالصمت الداعم للمجموعة الأكبر التي تساند المترشح على بن فليس. التوارق يدخلون بقوة لمساندة بوتفليقة في الرئاسيات في خرجة جديدة قام سكان الجنوب الجزائري أو الصحراء الشاسعة أو الرحالة المعروفون في عموم الناس باسم "الطوارق" أو بدو الصحراء بعم ترشح رئيس الجمهورية لقيادة البلاد للمرة الرابعة، ولهذا الدعم و المساندة دلالة قوية بكون أن التوارق ينتمون لهذا البلد الكريم و يتمسكون بالوحدة الوطنية و يرفضون أي تغيير قد تكون فيه مستقبلا عواقب تعود بالسلب على الوحدة الترابية، كما يلمح التوارق بدعمهم هذا أن رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات الجزائرية حافظ و جامع لأبناء الأمة الجزائرية. انقسام في المواقف ودعم المعارضة لبن فليس بعد فشل في ايجاد مرشح توافقى لا تختلف هذه السنة عن سابقاتها في المواعيد الانتخابية في الكثير، فتشهد الساحة و ككل رباعية سنوية انقساما في مواقف الاطارات و الشخصيات الوطنية و المجتمع المدني و ساسة البلاد من أحزاب و قيادات فالتف العديد حول المرشح الحر علي بن فليس من مساندين أوفياء من حملته في 2004 و انظمام مساندين جدد من الصحافيين و كذا بعض الأحزاب السياسية المعارضة و من مجموعة الدفاع عن الذاكرة بعد فشلها في ايجاد مرشح توافقي يمكن مجابهة بوتفليقة في استحقاق العام. لجنة من 10 شخصيات تنشط حملة الرئيس في المقابل يحظى بوتفليقة بدعم معظم الهيئات الوطنية من نقابات و اتحادات وطنية الى جانب دعم تجدر اطلاق على تسميتة باللجنة "الفتاكة" بتنشيط كل من الوزير الأول عبد المالك سلال و الذي قد يتخلى عن منصبه في الحكومة لتسير حملة الرئيس الى جانب عمارة بن يونس عن "الأمبيا" و كذا عمار سعيداني أمين العام للأفالان و عمار غول عن حزب تاج و الأرندي ممثلا في عبد القادر بن صالح و رئيس المجلس الدستوري السابق بوعلام بسياح اضافة الى رئيسا الحكومة السابقين عبد العزيز بلخادم و أحمد أويحيى، الدعم الذي يرفض الدخول في سباق يكونون فيه خاسرين. الشعب يتعاطف مع رئيس الجمهورية لا ننكر أن بن فليس حقق تقدما هذا العام بكسبه دعما جديدا من المعارضة بسبب فشلها في ضبط برنامج واحدا فقط تقدمه للشعب كبديل عن برنامج و سياسة رئيس الجمهورية كما لا ننكر أنه بالرغم من عدم تعافي الرئيس نهائيا من مرضه الرجل يحظى بحب عامة الناس و الشارع الجزائري، و أفادت مصادر أن الأغلبية تدعم بوتفليقة لقيادة البلاد اما حبا في شخصه و اما عرفانا لما قدمه للجزائر من أمن و استقرار و تنمية ورفع مكانة الجزائر و الجزائري في العالم و اما لجهلهم للمترشحين الأخرين، اذ يفضل العديد الاستمرار بما تعودوا عليه على أن يسلموا المشعل للمجهول الذي لا نعرف من سيرسمه اما سياسة فاشلة أم خيانات تسحب الجزائر للهلاك. كيف لبوتفليقة أن يخوض الانتخابات و لا يفوز بها ! هو السؤال الذي يطلق على جوابه تسمية السهل الممتنع كيف لبوتفليقة أن يخوض سباقا و بدعم لجنة عليا متكونة من وزراء و رؤساء في الحكومة سابقين و أمناء عامين يحركون و يسيرون أمة نظرا لمكانتهم و ثقلهم السياسي و يخرج منه منهزما، فالأرقام و الاتجاهات و أعراف السياسة الجزائرية تقول أن رئيس الجمهورية سيتقلد المنصب للمرة الرابعة، و من مؤشرات الفوز الحتمي جمع التوقيعات في ظرف قياسي و بالتوقيع من قبل العمال و الاطارات و مصالح الهيئات الكبرى في الجزائر التي وحدها ستحسم الأمر دون شك اذا عزف المواطنون عن المشاركة في استحقاق العام. هل سيخسر بوتفليقة الرئاسيات ؟ في المقابل أيضا لايمكن انكار هشاشة الموقف السياسي لدعاة الرابعة فمنافسة بوتفليقة و بن فليس لهذا العام منكهة بغياب الشبه التام لبوتفليقة في وسائل الاعلام بعدما كان يطل في كل المناسبات الوطنية مخاطبا الأمة، و هو الأمر الذي قد يقلب الطاولة على أنصار بوتفليقة لكن في حالة واحدة مشاركة قوية للشعب الجزائري في الاقتراع الرئاسي لصالح بن فليس و هو أمر مستبعد نظرا لكون الشعب الجزائري عاطفي في قراراته فان شارك فلن يتخلى عن رئيسه في مرضه على حد تعليقات المواطنين في كل الوسائل الاعلامية الوطنية و الخاصة.