حظيت بلدية الشطية الواقعة على المحور الطريق الوطني رقم 19 بالجهة الجنوبية وعلى بعد 7كم من عاصمة الولاية "الشلف" بالعديد من المشاريع التنموية وخاصة منها المتعلقة بتجديد شبكة التطهير وشبكة ماء الشرب،هذه المشاريع تنفس لها أكثر من 100 نسمة من السكان الصعداء وابتهجوا فرحا بهذه المشاريع التي تخرجهم من أزمات خانقة،خاصة منها المتعلقة بالتطهير ومعاناتهم من الإعطاب التي كانت تحصل من حين إلى آخر وأيضا استعمال ماء الشرب،إلا أن الأمر لم يكن كذلك وذلك في ظل غياب تخطيط محكم.حيث انطلقت المقاولات المكلفة بإنجاز هذه المشاريع دفعة واحدة في البداية وكأنها تسابق بعضها البعض لكن سرعان ما توقفت الأشغال،بعدما حولت وسط المدينة بأحيائها ومناطقها إلى شبه مزرعة وتحول الطرقات إلى ورشة كبرى لأشغال شبكتي صرف المياه و التزويد بالماء الصالح للشرب، ضف إلى ذلك وما زاد الطين بلة التأخر الكبير المسجل بالأشغال،أين تحولت يوميات المواطن إلى معاناة لا تطاق،خاصة بعدما أضحت جل الطرقات الفرعية و الرئيسية إلى أكوام أتربة، حفر، و مصادر لسحب الغبار المتطاير خصوصا مع كثافة الحركة المرورية للمركبات بالطرق الرئيسية. مواطنو هذه البلدية و في تصريحاتهم، عبروا عن استيائهم العميق من سير الأشغال و انتقدوا بشدة طريقة العمل التي انطلقت في وقت واحد و عرفت تأخر في الإنجاز، و أضافوا بأنهم كانوا يأملون في تجزئتها عبر مناطق المدينة، لكي لا تتحول حسبهم هذه النعمة التي لطالما شكلت هاجسا حقيقيا لهم و مطلبا ملحا، إلى نقمة تتسبب لهم في معاناة يومية خصوصا أصحاب المركبات.المشروع الشامل لشبكتي التطهير و المياه الصالحة للشرب انطلقت العام المنصرم و حددت آجال إنجازها ب18 شهرا،إلا حلتها و وتيرة أشغالها توحي بأن المعاناة ستتواصل إلى فترة إضافية، علما أن الزيارة الأخيرة لوالي الولاية ابو بكر الصديق بوستة إلى هذه البلدية، ميزها تشديد و تأكيد على الإسراع في وتيرة الأشغال و البدء في تزفيت المسالك الرئيسية للمدينة، خاصة منها التي بها خطوط النقل الرابطة بين المدينة و عاصمة الولاية، و طالب المكلفين بالأشغال بالانتهاء منها و الخروج إلى المسالك الفرعية أواخر شهر مارس المنصرم، إلا أن تعليمة الولي لم تنفذ و ذهبت أدراج الرياح. القيمون على المشروع من جهتهم برروا التأخر في الخروج من الطرق الرئيسية إلى الفرعية و عجزهم في استكمال المشروع، بعدة عراقيل حالت دون ذلك خاصة منها قضايا نزع الملكية و معارضة ملاك الأراضي لإجراءات التعويض.سكان الشطية قالوا بأنهم يقدرون مكسب المشروع الشامل للشبكتين، إلى أن هذه المكاسب حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق حسبهم، أين أضحت جميع المسالك الرئيسية والفرعية والأرصفة عبر جل المناطق السكنية بالبلدية، يطبعها ديكور خاص ومميز، أين تكتسيه الأوحال والبرك المائية والحفر المنتشرة عبر جميع المسالك شتاء والغبار المتطاير كلما تغير الجو إلى الصفاء، الأمر الذي جعل سكان بلدية الشطية،يتكبدون غبن المعاناة مع الوضع الكارثي الذي يميز المنطقة، خاصة منذ انطلاق أشغال تجديد شبكة الصرف الصحي ومياه الشرب، حيث أضحى السكان يدفعون ثمنا غاليا، سواء في الأوقات المطرية وصعوبة تنقلهم إلى العمل أو انشغالاتهم اليومية وحتى ما تسبب الوضع في عزوف بعض أصحاب مؤسسات النقل في استعمال هذا الخط أو العبور عبر جميع محطات التوقف، كما أن الوضع لا يكون أحسن من حاله في حالة تحسن الأحوال الجوية، أين تتحول الأوحال والطين إلى أتربة تتطاير عبر الشوارع، مما يجعل السكان مجبرون على غلق النوافذ تفاديا لأخطار الغبار وما ينجم عنه من أمراض وخاصة أصحاب الحساسية وضيق التنفس.وللعلم فقد رصد لمشروع إعادة التهيئة الحضرية للمنطقة ما قيمته 120 مليار سنتيم وتم تسليمه لمقاولة إنجاز المشروع، إلا أن المشروع عرف تأخرا في الأشغال، رغم تدخل والي الولاية في زيارة الأخيرة إلى ذات البلدية ووقوفه على سير الأشغال المشاريع بها، أين أعطى والي الولاية أبو بكر الصديق بوسنة تعليمات لإتمام المشروع قبل نهاية السداسي الثاني وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإنه سيتم إستيلام هذا المشروع مع نهاية شهر جوان المقبل، وأرجعت مصالح ذات المديرية أسباب تأخر الأشغال، إلى مشكل إنجاز قنوات الصرف الصحي وشبكة مياه الشرب ورفض بعض الخواص والملاكين استعمال أراضيهم لإنجاز عليها الأشغال، حيث تطالب ذات المصالح من أصحاب الأراضي مساعدتهم على إتمام المشاريع بالنظر إلى وضعية الطرقات والأرصفة التي آلت إليها.