وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جنوب السودان، وهذا لدفع محادثات السلام بين حكومة سلفا كير ميارديت وزعيم التمرد رياك مشار. من المقرر أن يلتقي بان مع سلفا كير الذي وافق على إجراء مفاوضات مباشرة لإنهاء النزاع الأهلي الذي شرد أكثر من مليون شخص حتى الآن، كما أفادت المصادر الإعلامية أمس إنه ليس من المرجح أن يوافق مشار على إجراء مفاوضات مباشرة، كما إنه من المتوقع أن تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات على أفراد في طرفي الصراع في الأيام القادمة.كما أكدت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها إن العقوبات سوف تتضمن حظرا على السفر إلى الولاياتالمتحدة وتجميد أي أموال تخضع للاختصاص القضائي الأمريكي. وأضافت أن أفرادا من جانبي المتمردين والحكومة سوف تشملهم العقوبات ، وأما فشل جيش جنوب السودان النظامي في استرجاع بلدة بنتيو الغنية بالنفط في شمال البلاد إذ تراجعت القوات أمام كثافة النيران.في حين كان المتمردون الذين يقودهم نائب الرئيس السابق رياك مشارا قد سيطروا علي بنتيو الشهر الماضي.ومن جهتها كانت قوات الجيش النظامي تقدمت إلى مركز المدينة قبل أيام مستخدمة رتلا من السيارات والآليات المدرعة قبل أن تتراجع، في حين تبادلت القوات الحكومية والمتمردون السيطرة على بلدة بنتيو النفطية عدة مرات، منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في ديسمبر الماضي.وفي ذات السياق اندلع النزاع بعد أن اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه.كما نفى مشار الاتهامات، لكنه حشد بعد ذلك قوات من المتمردين لقتال حكومة كير.كما كان وزير الخارجية الأمريكي قد حصل على موافقة سلفا كير على إجراء محادثات سلام مع مشار في أديس أبابا، بوساطة رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالينغ. وقال مشار الذي يتخذ من باريس مقرا له، إنه سأل كيري ماذا سيكون هدف الحكومة الانتقالية؟، مضيفا أن المفاوضات المباشرة ربما تؤدي إلى نتائج عكسية، في حين لم يحترم الجانبان إلى حد كبير الهدنة التي توصلا إليها في جانفي الماضي، في ظل تحذيرات من وزير الخارجية الأمريكي من احتمالية حدوث عمليات إبادة جماعية، كما يأخذ الصراع على السلطة بين كير ومشار، اللذين قاتلا معا خلال الحرب الأهلية في السودان قبل الاستقلال عن الخرطوم، طابعا عرقيا إلى حد بعيد.ومن جهته ينتمي كير إلى قبيلة الدينكا أكبر جماعة عرقية في جنوب السودان، بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير ثاني أكبر جماعة عرقية.