قال مسؤول برنامج المساعدات الإنسانية ببعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان، إنه شاهد "أكواما" من الجثث بعد ذبح مسلحين ينتمون لمجموعة عرقية لأفراد من جماعات أخرى بمدينة بانتيو عاصمة والاية الوحدة. ورجح المسؤول الأممي، توبي لانزر، أن تغير عمليات القتل الأخيرة من شكل الصراع المشتعل منذ ديسمبر الماضي. وكان محققون بالأممالمتحدة قالوا، الاثنين، مئات المدنيين قتلوا الأسبوع الماضي بسبب انتمائهم العرقي، بعد استيلاء متمردين على مدينة بانتيو المنتجة للنفط. وأكد لانزر أن آلاف المدنيين يتدفقون الآن على مقر الأممالمتحدة في بانتيو، لأن كثيرا منهم يعتقد أن المزيد من أعمال العنف ستقع في المستقبل. وأفاد محققو الأممالمتحدة، أنه بعد انتزاع المتمردين المدينة النفطية بنتيو من سيطرة قوات الحكومة في معارك عنيفة، الثلاثاء السابق، أمضى المسلحون يومين يطاردون ويقتلون كل من ظنوا أنه ضدهم. في المسجد الرئيسي وحده "وردت معلومات عن قتل أكثر من 200 مدني وإصابة أكثر من 400 بجروح"، بحسب الأممالمتحدة. ويستضيف المقر الآن 25 ألف شخص يبحثون عن مأوى، لكن المياه والمراحيض بالداخل لا تكفي إلا لنحو 350 شخصا فقط. المتمردون ينفون هذا فيما رفض متمردو جنوب السودان، الثلاثاء، اتهامات الأممالمتحدة لهم بقتل "مئات" المدنيين في مجازر أثنية الدافع، عندما سيطروا على مدينة بانتيو ، رغم شهادات الأممالمتحدة الدامغة، وصرح المتحدث باسم المسلحين التابعين لرياك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان، في بيان أن "قوات الحكومة وحلفاءها هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم البشعة أثناء انسحابهم"، مشيدا بسلوك المتمردين "اللائق". ويتهم فريق مشار فصائل من مسلحي دارفور، الذين يحاربون قوات الخرطوم، بمساعدة قوات الرئيس كير. وتتواجه في الحرب الدائرة في جنوب السودان منذ حوالي 4 أشهر القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير من قبيلة الدينكا، والمتمردون الموالون لنائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير. إدانة بريطانية من جهة أخرى، دان وزير الشؤون الأفريقية في الخارجية البريطانية، مارك سيموندس، استمرار عمليات القتل في بلدتي بانتيو وبور في جنوب السودان. وقال سيموندس في بيان، أرسل إلى "سكاي نيوز عربية" في لندن، إنه بحسب ما أعلنته بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان فإن أعدادا كبيرة من المدنيين قتلوا عندما سيطرت قوات المعارضة على البلدة. وأعرب سيموندس عن إدانته للهجوم الذي استهدف قاعدة الأممالمتحدة في بور الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل وجرح أعداد كبيرة من اللاجئين فيما يبدو أيضا أنه ذو دوافع طائفية. وجدد الوزير البريطاني دعوته للأطراف كافة، لوقف العمليات العدائية بشكل فوري، مشددا على أن قتل المدنيين عمدا هو انتهاك صريح للقانون الدولي ما يعني ضرورة التحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. كما دعا إلى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين الجانبين، مؤكدا على محاسبة كل من يرتكبون هذه "الأعمال الوحشية"، على حد تعبيره، وأيضا من يحرضونهم عليها.