سيبقى مشوار المنتخب الوطني الجزائري في مونديال البرازيل 2014 راسخا في ذاكرة تاريخ كرة القدم العالمية والعربية ، بعدما نجح رفاق المتألق مبولحي في التأهل إلى دور ال 16 لأول مرة في تاريخ منتخب محاربي الصحراء.وعلاوة على التأهل الرائع الذي حققه أشبال البوسني وحيد خاليلوزيتش، فإن طريقة اللعب والأداء الرائع والرجولي للمحاربين أذهل عشاق الكرة المستديرة في أرجاء العالم، سواء لاعبين أو محليين أو حتى الجماهير.بداية المنتخب الوطني الجزائري في نهائيات كأس العالم التي أقيمت ببلاد السامبا لم تكن كما كان يشتهيها الجزائريون والعرب، حيث خسر أمام بلجيكا بنتيجة 2/1 رغم أن ممثل العرب كان متفوقا بفضل ركلة جزاء صانع الألعاب سفيان فيغولي، لكن الطريقة الدفاعية البحتة التي اعتمدها خاليلوزيتش أسقطت المحاربين على أرضية ميرناو في أول مشوار، حين تمكن المغربي الأصل فلايني من معادلة الكفة قبل أن يضيف ميرتينز الهدف الثاني.وألقت خسارة بلجيكا بظلالها على المنتخب الجزائري وأسالت الكثير من الحبر بل وجعلت رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري محمد روراوة يتدخل شخصيا ويأمر خاليلوزيتش بإقحام المهاجمين جابو وبراهيمي وهو ما أعطى أكله، ليفكك الأفناك الحواسيب الكورية برباعية تاريخية توجها سليماني وحليش وجابو وبراهيمي على ملعب بيير اريو ، ومع ذلك نال الحديث عن الأخطاء الدفاعية حصة الأسد بعد هدفي كوريا الجنوبية فوز "الخضراء" على كوريا الجنوبية أخرج الجماهير الجزائرية والعربية إلى الشوارع احتفالا بإنجاز المحاربين ، وهو ما جعل المحاربين يؤمنون بقوتهم وقدراتهم على تجاوز الدب الروسي في ثالث مواجهة لحساب الدور الأول ، وعلى الرغم من أن أصدقاء براهيمي كانوا متأخرين في النتيجة بفضل الهدف الذي وقعه ألكسندر كوركين في الشوط الأول ، غير أن عزيمة الجزائريين منحتهم التأهل التاريخي إلى دور ال 16 بملعب دا بايشادا الذي كان شاهدا على ذلك.انطلقت الأفراح بتأهل الخضر إلى الدور التالي لأول مرة في تاريخهم، لكن سرعان ما تذكر الجميع أن الجزائر ستواجه ألمانيا في دور الثمانية وأصبح يحسب لتلك المواجهة ألف حساب.لكن قبل وصول موعد المباراة التاريخية بين المنتخبين الجزائري والألماني طفت على السطح قضية الصيام في المونديال والفتوى التي أصدرها الإمام بجواز الإفطار ، فكانت مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية ، غير أن جابو ورفاقه لم يأخذوا بالفتوى وصاموا رمضان إيمانا واحتسابا ، ما زادهم قوة على إرهاق وإسالة العرق البارد لتوماس مولر ورفاقه إلى الوقت الإضافي الذي شهد تفوق الماكينات على حساب المحاربين 2/1 ،وهي المواجهة التي كان لها الفضل الكبير على المدرب الألماني لمراجعة حساباته من جديد ما مكنه من نيل لقب كأس العالم الأحد الفارط.وبعد نهاية مشوار المنتخب الوطني الجزائري في نهائيات كأس العالم بالبرازيل ، شدت بعثة المنتخب الرحال إلى أرض الوطن ووجدت في استقبالها الوزراء والجماهير الجزائرية العريضة، التي رافقت حافلة الخضر من مطار هواري بومدين إلى ساحة البريد المركزي.بيد أن فرحة الجزائريين لم تكتمل بعدما أعلن البوسني خاليلوزيتش رحيله عن الجهاز الفني للمنتخب الجزائري، رغم إلحاح من طرف الرئيس بوتفليقة والوزير الأول سلال ورئيس اتحاد الكرة محمد روراوة ، لاسيما أنه جلب طريقة لعب رائعة وأعاد بناء المنتخب الجزائري وجاعلا من اللاعبين الشبان حجر الزاوية في البناء السليم.