يقصدها يوميا المئات من الزوار من العاصمة و من كل ولايات الوطن للتمتع بفسحة في أحضان الطبيعة يكتشفون من خلالها سحر ممراتها المزينة بمختلف أنواع الأشجار الباسقة و مختلف الأنواع النباتية و الحيوانية التي تضمها و التي جعلت منها حديقة الجزائر الأولى. و يختار العديد من المواطنين حديقة الحامة وجهة لهم بعيدا عن زحمة الطرقات و ضجيج المركبات و الشوارع و حتى زحمة الشواطيء للاسترخاء و الاستمتاع بجو جميل، كما أنها تعد قبلة لكل زائر يقصد العاصمة لأول مرة فهي تمثل احد أبرز المعالم التي لا يمكن تفويتها. وفي هذا الخصوص، قال عبد اللطيف بوهديرة مدير دار الشباب ببلدية ورقلة و الذي قدم الى العاصمة رفقة فوج مكون من 25 شابا و طفل انه تمت برمجة زيارة حديقة الحامة ليتمكن هؤلاء لأول مرة من التعرف عليها عن قرب و التمتع بمناظرها مع زيارة حديقة الحيوانات التابعة لها. من جهته، قال محمد الذي كان مرفوقا بعائلته قادما من ولاية تيبازة انه قدم للحديقة منذ بداية العطلة الصيفية أربع مرات و ينوي العودة إليها على الأقل مرتين قبل الدخول المدرسي (7 سبتمبر المقبل ) بالنظر إلى الهدوء الذي يميزها خلافا للشواطيء الذي ازداد الإقبال عليها خاصة في هذه الأيام التي شهدت ارتفاعا في معدلات الحرارة. وأضاف " لدي ابنة تدرس في الطور المتوسط كلفتها بان تعد لي ملخصا عن البطاقات الفنية للأشجار الموجودة بالحديقة و حتى الحيوانات و كان هدفي أن اعزز ثقافتها البيئية و هي تستمع بذلك في كل مرة و تلح علي من اجل العودة مجددا لتستكمل ما أصبحت تسميه بالبحث". جازية التي كانت رفقة والدتها و أبنائها تحدثت عن الحديقة لتقول "قدمت من بلدية الدويرة غرب العاصمة زوجي موظف و لم يتمكن من مرافقتنا و أطفالي كانوا يرغبون في القيام بجولة إلى البحر الا أنني فضلت أن أحضرهم إلى هنا و قد أعجبهم المكان". واعتبرت أن المكان يوفر الحماية للعائلات و الأشخاص و هو بمثابة مكان للاسترخاء و الترفيه خاصة في ظل وجود حديقة للحيوانات التي كانت أول ما جلب اهتمام أبنائها الثلاث. وفي هذا السياق، قالت المكلفة بالإعلام بالحديقة الآنسة جبالي إن أبواب الحديقة تفتح من التاسعة صباحا إلى 7 مساءا و كل الزائرين مطالبون بالاطلاع و احترام القانون الداخلي المعتمد بالمكان من اجل المساهمة في الحفاظ على هذا الفضاء الطبيعي الذي يعد متنفس العاصمة. وكشفت أن الحديقة استقطبت منذ الفاتح جانفي 2014 و الى غاية 8 اغسطس الجاري 748.221 زائر. وأشارت ان هناك جهودا تبذل على مستوى الحديقة من اجل توفير شروط الراحة لقاصديها الذين يبقون مدعوين أيضا للاطلاع على مختلف اللوحات التعريفية الخاصة بالثروة الحيوانية و النباتية و الغابية التي تضمها الحامة بغية تطوير وتعميق ثقافتهم البيئية. وأعابت بعض السلوكيات لعدد من الزوار خاصة الشباب منهم و التي من شانها ان تنعكس سلبا على الحديقة كتسلق أشجارها والمشي على المساحات الخضراء و المزروعة و إطعام الحيوانات الأمر الذي يضر بها. يذكر أن حديقة التجارب للحامة التي أسست سنة 1832 تتربع على مساحة 32 هكتارا و تمت إعادة فتحها للزوار سنة 2009 بعد أشغال إعادة تهيئة و تحديث كلي التي استمرت مدة خمس سنوات.