· هل الصلعة مقياس لجاذبية الرجل؟ من يستطيع أن يتخيل حديقة بلا عشب أو نبتة من دون أوراق، أو رأسا بلا شعر؟ لا نستطيع المرور مكتب، أو جامعة، أو مطعم، أو حتى أي مكان عام، إلا ونلاحظ الرفيق الدائم لمئات الملايين من الرجال في مختلف أنحاء العالم، كلها رؤوس صلعاء تحيط بنا في كل مكان. المعضلة الكبرى لأصحاب هذه الرءوس هي كيفية التخلص منها،بالرغم من أن المجتمع الجزائري لا يضع الوسامة شرطا لتقييم الرجل أو الرجولة إلا أن فكرة “الصلع” شبح يؤرق الرجال ويفقدهم الثقة في أنفسهم في بعض الأحيان.. روبورتاج: ي. مغراوي لطالما عرفت الجزائر شخصيات ترسخت في أذهان وقلوب شعبها مكانة مرموقة ورغم صلعها لم تثير فينا أي نظرة غريبة أو مرتابة مثل زين الدين زيدان الذي اعتلى عرش كرة القدم العالمية بالإضافة لبعض النجوم العالميين لذا نجد أن بعض النساء يفضلن الرجل الأصلع لارتباط الصلع بالرجولة والذكاء، لكن الملفت للانتباه أن الصلع ولج رؤوس الشباب دون الثلاثين، فتجدهم يعتمرون قبعات في كل فصول السنة، وفي كل الأوقات، واستمرار اعتمارهم للقبعات في فصل الصيف، حتى أصبحت التجمعات الشبابية لا تكاد تخلوا من مصاب على الأقل بالصلع، وما بين مشاعر الخجل ومحاولة إخفاء الصلع، وبين تقبل نكات الأصدقاء المتعلقة بالشعر، والتي غالبا ما تكون متشابهة ومكررة، يبقى الشباب بين هم الإبقاء على أطلال الشعر المتبقي، وبين مستحضرات الشعر المقوية والمغذية، أو تقبل الفكرة، والإستسلام للصلع ولنكات المجتمع.. لكن الصلع مثله مثل أي عارض آخر قد يصيب الرجال، وإن كان أشد وقعا وإيلاما لدى الشاب الذي يعتز عادة بجمال شعره ويحلم بمختلف القصات التي تجاري الموضة والجال. فما هي أسباب الصلع؟ وكيف يتعامل معه؟ هل الصلع مخجل؟ من يحاسب الشخص الأصلع الأهل أو المرض ( إن وجد ) أو ظروف الطبيعة ؟ لماذا يعتقد الشخص الأصلع أنه غير جذاب أو أنه غير محبب لدى الفتيات ؟ و هل من علاج دوائي لحالات الصلع ؟ الصلع.. نشاط أنزيم "ألفا اسكيلاز5 " في جذور الشعر حول حالات الصلع التي يواجهها رجالنا يقول دكتور الجلد جلال عيدات: يبدأ الصلع بتراجع خط الشعر إلى مؤخرة الجبهة أثناء فترة البلوغ ثم تكون منطقة خالية من الشعر فى مؤخرة الرأس، وسرعان ما يتبقى شعر خفيف فقط فى منطقة أعلى الرأس التي كان يكسوها من قبل شعر غزير، ويحدث الصلع نتيجة نشاط أنزيم ألفا اسكيلاز5 في جذور الشعر فيؤدي إلى تساقط الشعر و حدوث حالات الصلع ( الصلع الكامل – الصلع الجبهي – الصلع القفوي ) و ذلك في أوقات متباينة من مراحل العمر تبدأ من سنين المراهقة و تنتهي في الشيخوخة و ذلك بحسب نشاط الأنزيم ويردف ذات الدكتور قائلا: كشفت دراسة جديدة أن الرجال الصلع يتميزون بالقوة والتأثير الأكبر على من حولهم، بالإضافة إلى كونهم أكثر جدارة بالثقة، كما أظهرت الدراسة أن الرجال الذين يحلقون رؤوسهم بالكامل ينظر إليهم الآخرون على أنهم أكثر رجولة وأكثر قدرة على فرض سيطرتهم على من حولهم. وبينت أن الرجال الصلع لديهم فرص عمل بمركز قيادي أكثر من أقرانهم الذين يحافظون على شعرهم، وذلك بسبب السمات الرجولية التي تظهر جليا عليهم. ونصح الباحثون الرجال الذين يعانون مشكلات تساقط الشعر والصلع بحلق رؤوسهم بالكامل، إذ ان ذلك سيؤدي إلى تقوية جاذبيتهم. مجتمعنا الجزائري ساخر وباحث عن النواقص ومن الحالات المصابة بالصلع التقت الاتحاد العديد من الشباب دون الثلاثين والذين أبدوا استيائهم من حالتهم وبداية الحديث كانت مع أكرم شاب في التاسعة والعشرين والذي يشكو من نظرة المجتمع تجاه أصحاب الصلع، واصفا المجتمع الجزائري بالباحث عن النواقص فقط والساخر، مع أن سخريته تتسم بالطيبة ولا يجب قراءتها من ناحية سلبية، موضحا أن الكثير من المآزق واجهته بسبب الصلع لارتباط الصلع بالعمر، حيث أن كثيرا من الأشخاص يصفهم بالمستفزين عندما يضعونه في خانة الثلاثينيين، أو عندما يجامله البعض ب «عمو»، مبديا رضاءه التام عن «صلعته» وقناعته بها، كاشفا عن أنها لم تؤثر على علاقاته العاطفية، بل انعكست بصورة إيجابية حيث تضفي الصلعة مظاهر الجدية والاحترام على الشخص مما ساهم في فوزه بقلب زوجته.. الشعر لم يكن يوما من الأيام زينة للرجل أما رضا في الخامسة والعشرين فقال: بالأمس القريب كان الصلع صفة من صفات العباقرة، وأرى أن عامل العمر أصبح لا علاقة له بالصلع، و انتشار الصلع في جيل الشباب الحالي أصبح شيئا محيرا ، وهذا راجع الى الضغوطات التي يعانيها هذا الجيل، حيث لم يجد هذا الجيل أية أشياء ثابتة تساعدهم على توفيق أوضاعهم، مضيفا أن الشعر لم يكن يوما من الأيام زينة للرجل، وكشف رشيد أنه سيعالج الصلع إذا أتيحت له الفرصة وإن تميز العلاج بتكاليف قليلة. صلعة الرجل أو الشاب لا تعيب وأبدت العشرينية فرح رأيها حول الصلعة فقالت، الشعر لم يعد مقياس الجاذبية ولا أشترط كثافته في الرجل الأنيق، على العكس فان الشباب اليوم يبدون اوسم بالشعر الخفيف من ذي قبل،وتزيد أفضل الشعر الخفيف على أن يرتدي الرجل باروكة او حتى يزرع شعرا بدل الذي فقده من الآراء السابقة يمكن تبين أن الموضوع الأبرز هو الاهتمام بالجوهر على حساب المظهر،الا ان هذه القناعات لا تعمم فكثير من الرجال تؤرقهم مسألة الشعر وتساقطه، بل حتى تلون خصلاته وميلها الى اللون الأبيض بمضي الزمن.. تغطية ونفسية وجاء على لسان الدكتور النفسي امعمر بولودان أنه ورغم أن أغلبية الشهادات تصب في أن المرأة لا تأبه إن كان الرجل أصلع أم لا وتبغض الرجل الذي يلبس الباروكة ،وحتى نحن نعيش في مجتمع لا يفضل هذا البديل للصلع ،ولا حتى زرع الشعر، إلا أن الاتجاه النمطي ما زال يغلب عليه الخوف من الصلع، ويشير الدكتور الى ان الاجهاد والتوتر عند الرجال عاملان يساعدان على تحفيز سقوط الشعر سواء أكان الرجل ذا استعداد وراثي لفقدان الشعر ام لا.مشيرا الى ان تساقط شعر الانسان يكون احيانا مرهونا بتأثير الأعراض الجانبية غير المحبذة لعقار طبي ما، لكنه يبقى عرضا طارئا وليس دائمي، ناهيك عن الصدمات النفسية والضغط النفسي والنقص الغذائي والعلاج بالمواد الكيماوية والعلاج بالإشعاع.