أصدر الدبلوماسي الجزائري السابق "محي الدين عميمور" مؤلفه "نحن والعقيد.. صعود وسقوط معمر القذافي"، الذي كشف فيه فصولا من التاريخ الجزائري الليبي، سيما تلك المتصلة بالذي شهدته ليبيا في عهد الزعيم الليبي السابق الذي لقي مصرعه في 20 أكتوبر 2011، بشكل "مأساوي". وتضمنّ الكتاب (655 صفحة) جزما من لدن محي الدين عميمور أنّ القذافي أصيب بجنون العظمة واعتبر نفسه "نبيا مرسلا"، كما حمل الكتاب إياه قدرا غزيرا من المعلومات حول علاقة العقيد بالجزائر وكذا تعاطيه مع الشأن العربي، كما عرّج على مشاكل العقيد مع تونس، قضية لوكيربي، التشاد وموقف الجزائر الرسمي من القضية الليبية، ولم يتردد الوزير الجزائري السابق للثقافة عن انتقاد مواقف كثير من الدول العربية التي لم تكن في المستوى المطلوب بحسبه. وحرص محي الدين عميمور على تكذيب كل ما قيل عن استعانة الثوّار الليبيين بعميل إسرائيلي يهودي، قبل أن يتراجع الكاتب في مقام آخر ويقرّ أنّ العميل المذكور "استعمله الليبيون لحاجة معينة ثم تخلوا عن التعامل معه" . وأسرّ المستشار في الرئاسة الجزائرية خلال سيتينيات وسبعينيات القرن الماضي، أنّ القذافي ظلّ يخشى رجلا واحدا هو الرئيس الجزائري الراحل "هواري بومدين"، ملفتا إلى أنّ العقيد الليبي كان يطأطئ رأسه أمامه، وأبرز عميمور أنّ القذافي كان مأخوذا بهيبة بومدين وكذا جمال عبد الناصر. وعلّق عميمور: "أعطيت الرجل حقه ولم أظلمه وقدمت الحقائق كما هي". في موضوع آخر، أكدت الجامعية والناشرة التونسية "سناء غنيمة" على ضرورة تسريع قاطرة النشر الرقمي، طارحة اشكالية التبعية التكنولوجية للدول النامية كونها لا تعد منتجة للدعائم، ما يستوجب التدارك عبر تطوير صناعة المضامين الرقمية. بدوره، لفت الناشر الأرجنتيني "أوكتافيو كولاسز" إلى أنّ دولا مثل الصين والبرازيل تعد الأكثر تقدما في مجال الكتاب الرقمي وذلك بفضل تحكمها في التكنولوجيا والانتاج المحلي للدعائم، واستند كولاسز في حكمه إلى دراسة مقارنة بين ما هو واقع في أمريكا اللاتينية وشمال افريقيا وجنوب الصحراء وبلدان أخرى مثل روسيا و الهند والصين. وإذ دعا الناشر الأرجنتيني إلى الاقتداء بمثال الهند التي تنتج محليا لوائح رقمية توزعها على التلاميذ بغرض عصرنة قطاع التربية، سجّل "عمر عريبي" رئيس الجمعية الجزائرية للنشر الرقمي أنّ الأخير "منعدم" في الجزائر، رغم فعاليته على صعيد حل بعض مشاكل النشر الكلاسيكي، في وقت نوّهت غنيمة أنّ المغاربيين لديهم قدرات هامة جدا في مجال صناعة المضمون الذي يمكن لسوقه أن تتوسع لتشمل كافة الدول العربية و الاسلامية بفضل اللغة المشتركة. في الأثناء، يشهد معرض الجزائر لهذا العام، عددا من النشاطات الأدبية والعلمية وكذا السينمائية، ويراهن عرّابو التظاهرة على تتويج مسيرة 16 عاما، واختاروا "كتابي.. حياتي" شعارا. وقال "حميدو مسعودي" محافظ المعرض إنّ دورة هذا العام التي حلت فيها الجزائر ضيفة على نفسها وسط حضور 250 دارا من 41 بلدا، بالمقابل، عزا "ياسر عرفات قانا" ممثل وزارة الثقافة الجزائرية، إنّ بلاده حظرت ثلاثمائة عنوانا حرصا منها على تلقي القارئ نصوصا وكتبا ومؤلفات ومطبوعات نظيفة بعيدة عن محاذير الإرهاب، التزوير، والتحريف، علما أنّ عدد العناوين الممنوعة تراجع مقارنة بما كان حاصلا قبل عشر سنوات، أين جرى منع ما لا يقلّ عن 3 آلاف عنوان عام 2002 .