تشهد قاعات الشاي أو ما يعرف عند العامة "صالون دوتي"، إقبال الذين يبحثون عن مكان هادئ ومريح لقضاء بعض الوقت وارتشاف قهوة أو شاي، وعرف هذا النوع من القاعات انتشارا ملفتا للانتباه في العاصمة وأصبحت المنافسة بينها ظاهرة للعيان من خلال السعي لتقديم أحسن الخدمات، بداية بالديكور الجميل والتكييف داخل القاعة، لكن يبقى الاستقبال وسوء السمعة النقطة السوداء بالنسبة لأصحاب هذه القاعات والنادلين، فضلا عن نوعية الخدمات التي تظل بعيدة كل البعد عن المقابل المادي الذي يدفعه مرتادو هذه القاعات التي صارت تمثل ملاذا آمنا لهواة الممارسات الغرامية الخادشة للحياء. اكتساح هذه الفضاءات من طرف الرجال والنساء على حد السواء يعود إلى غياب الفضاءات الترفيهية وهو ما شجع أصحاب رؤوس الأموال على التنافس على بعث مشاريع تكهنوا لها مسبقا بالنجاح باعتبارها فضاءات ترفيه وملاذا لمن يريد الهروب من الضجيج نحو السكون والحرية والرومانسية. ويعد الطلبة الأكثر ارتيادا لهذه الصالونات. نظرا لديكورها الراقي والشاشات الرقمية الحديثة وأنواع المشروبات ذات الأسعار العالية إلى جانب الانماط الموسيقى الشبابية. استنزاف لجيوب الزبائن مقابل تناول اشياء بسيطة دخول قاعة الشاي ليس كالخروج منها، فأخذ فنجان من القهوة أو قارورة من المشروبات يفرغ جيب الزبون نظرا للغلاء الفاحش في ثمن هذه المشروبات والحلويات التي تقدمها هذه القاعات مقارنة مع المحلات الأخرى، ويجد الزبون نفسه يدفع ما يقل عن 400 دج وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك مقابل فنجانين من القهوة أو الشاي أو عصيرين ، لهذا يفضلون المقاهي الشعبية حيث يباع فنجان قهوة ب15 دج فقط تحت اشعة الشمس الحارقة. ففنجان من القهوة داخل قاعة شاي يقترح ب80دج، نفس السعر بالنسبة للشاي، أما قارورة من المشروبات من الحجم الصغير تصل إلى 140 دج أو أكثر، وقطعة من الحلوى ب80 إلى 100 أو250دج، في حين لا يتعدى ثمنها 30 دج في المحلات العادية، وحتى قارورة ماء معدني من الحجم الصغير فهي تقترح ب50دج، في حين تباع ب15 إلى 20دج فقط خارجا، كما تختلف هذه الأسعار أيضا من قاعة شاي إلى أخرى ومن مكان إلى آخر، فأخذ فنجان من القهوة في قاعة من قاعات سيدي يحي في حيدرة يتعدى 200 دج وتبقى مثل هذه القاعات دون رقابة، حيث يتصرف أصحابها كما يحلو لهم، ويرفعون أسعارهم دون خدمات توافق هذه الأسعار، مما يسبب تجنبها من طرف العديد من الناس، نقص المرافق جعل أصحاب هذه القاعات يستغلون الظرف من أجل رفع الأسعار والربح الزائد دون أية مراقبة، فأصبح المتردد على قاعة من قاعات الشاي، يدفع حتى ثمن الاستفادة من المكيف الهوائي، والذي يدخله صاحب القاعة في الحساب، خاصة في فصل الصيف إضافة إلى بيع الجلسة.