ينتظر إعادة فتح القباضة الرئيسية "بريد الجزائر" لوهران والتي تعرف باسم البريد المركزي في بداية مارس 2017 حسبما كشف عنه مدير بريد الجزائر للولاية.وقد استأنفت أشغال تأهيل مقر البريد المركزي المشيد في 1903 والواقع على مستوى ساحة "المغرب" بوسط مدينة وهران يوم 17 مارس المنصرم حيث أوكلت للمؤسسة الجزائرية الايطالية "روفيت" كما أوضح بن سميرة بلقاسم، واعتبر بأن استلام هذا المبنى سيسمح بتقليص بشكل محسوس الضغط المسجل على المكاتب البريدية الأخرى لوسط المدينة منذ غلق القباضة الرئيسية موضحا بأن مؤسسة "روفيت" تعد متخصصة في أشغال الترميم وتأهيل المعالم التاريخية والبناءات القديمة، وتشكل خبرتها دعما معتبرا للحفاظ على هذا المعلم التاريخي والجوهرة المعمارية لوهران، وأبرز نفس المسئول من جهة أخرى بأنه قد شرع في الإجراءات التعاقدية مع هذه المؤسسة عقب فسخ في 2015 لعقد يربط بين المديرية العامة لبريد الجزائر بالمؤسسة السابقة المكلفة بهذه الأشغال وذلك لعدم احترام أجال تسليم المشروع الذي سجل في السابق نسبة تقدم جد ضئيلة، وتم الاتفاق مع المؤسسة الجديدة على الإسراع في وتيرة الأشغال خاصة على مستوى القاعة الكبرى لهذا المرفق لتسليم البريد المركزي في أقرب الآجال والتي حددت ب18 شهرا.وللتذكير فإن قرار غلق البريد المركزي لوهران الذي كان حينها في حالة متدهورة قد اتخذ في نوفمبر 2011، يذكر أن البريد المركزي المتواجد بشارع "محمد خميستي" بوسط مدينة وهران والذي يتربع على مساحة 765 متر مربع يضم قباضة رئيسية وعدة مصالح وزهاء عشرين شباك كانت تستقبل يومياآ المستعملين، ومنذ انطلاق أشغال الترميم في سنة 2012 تعرف الوكالات البريدية صايم محمد "سان شارل سابقا" والمجاهد "ميرمار" و"حوحة" "شارع معسكر" ضغطا كبيرا. للإشارة فقد شهد البريد المركزي لوهران حدثا هاما في التاريخ المعاصر للوطن حيث كان هذا المبنى مسرحا لهجوم تاريخي يوم 5 أفريل 1949 والذي نفذه مناضلو المنظمة الخاصة الذراع المسلح لحزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية من بينهم أحمد بن بلة وحسين أيت أحمد وحمو بوتليليس وبلحاج بوشعيب (سي أحمد) ومحمد خيضر بفضل مساهمة الموظف بالبريد سي جلول نميش المدعو سي بختي، وكان الهدف من هذه العملية يكمن في الحصول على الأموال لاقتناء الأسلحة تحسبا لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة ل1 نوفمبر 1954، ومن جهتها تعرف ساحة "المغرب"، حيث يتواجد البريد المركزي عملية تأهيل بعد هدم حديثا لأربعة أكشاك التي كانت تتواجد بها، وبمجرد تجديد هذه الساحة والبريد المركزي سيتيح هذا المكان إشعاع جديد على وسط مدينة وهران التي تشهد عملية كبرى لتأهيل البناءات القديمة.