قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي الاثنين إن تركيا أبلغت رئيس أركان الجيش الأمريكي جوزيف دانفورد خلال زيارته في مطلع الأسبوع أن أنقرة تعطي الأولية في سوريا لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من بلدة منبج. وأضاف للصحافيين بعد اجتماع وزاري أن استخدام عناصر غير عربية لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من معقلهم في مدينة الرقة السورية لن يساهم في إحلال السلام بالمنطقة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة والتي تعد وحدات حماية الشعب من أهم عناصرها الأحد إنها أطلقت عملية لطرد المتشددين من الرقة. وقال مصدر كردي الاثنين إن مقاتلي تنظيم «الدولة» فجروا خمس سيارات ملغومة استهدفت جماعات مسلحة تدعمها الولاياتالمتحدة تهاجم الرقة موضحاً أن المعركة لإخراج التنظيم المتشدد من معقله في سوريا «لن تكون سهلة». وتهدف العملية التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية وبدأت يوم السبت إلى تطويق الرقة وانتزاع السيطرة عليها في نهاية الأمر مما يزيد من الضغوط على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يواجه هجوماً كبيراً في العراق. واعتمد التنظيم بدرجة كبيرة كذلك على استخدام السيارات الملغومة في جهوده للتصدي لهجوم القوات العراقية على الموصل. وقال المصدر الكردي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يوفر دعماً جوياً «ممتازاً» للعملية التي يطلق عليها اسم «غضب الفرات». وقال المصدر «من الصعب.. تحديد إطار زمني للعملية في الوقت الراهن. المعركة لن تكون سهلة.» ويبدو حتى الآن أن الهجوم يتركز على مناطق شمالي الرقة قرب بلدة عين عيسى على مسافة 50 كيلومترا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت حتى الآن على عدد من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية لكن لم تحرز «تقدماً حقيقياً.» وقال المصدر الكردي إنه تمت استعادة بعض القرى. وأضاف «داعش تلجأ بدرجة كبيرة للهجمات بسيارات ملغومة.» وكانت قوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسي على الأرض للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة» وانتزعت السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال سوريا بدعم جوي من التحالف. وكان التخطيط لهجوم الرقة معقدا بسبب عوامل منها مخاوف تركيا المجاورة التي لا تريد أن ترى أي توسع إضافي للنفوذ الكردي في شمال سوريا.وإضافة إلى ذلك فإن الرقة تقطنها أغلبية عربية وقال مسؤولون بارزون من أكراد سوريا في وقت سابق إنه يتعين على جماعات سورية عربية تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية وليس وحدات حماية الشعب الكردية. وقال مسؤول أمريكي لرويترز في واشنطن إنه «ليست هناك قوات متاحة قادرة على استعادة الرقة في المستقبل القريب» وحذر مسؤولون أمريكيون من أن عملية حصار المدينة وعزلها قد تستغرق شهرين أو أكثر. من جهة أخرى أعلن الكرملين الاثنين انه سيواصل تعليق الضربات الجوية في مدينة حلب بعد رفض مقاتلي المعارضة مغادرة المدينة رغم الهدنة التي اعلنتها موسكو من جانب واحد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ان «الهدنة الإنسانية كانت محدودة المدة لكن تعليق عمليات القوات الجوية الروسية مستمر». واضاف «اذا لم ينتقل المقاتلون إلى الهجوم ولم ينفذوا حملة عنيفة، عندها سيعتبر الرئيس (فلاديمير بوتين) انه من المناسب» تمديد وقف اطلاق النار. دخلت هدنة قررتها روسيا والنظام السوري حيز التنفيذ في الساعة 7,00 ت غ صباح الجمعة واستمرت حتى الساعة 17,00 ت غ في حلب المقسمة بين أحياء شرقية تسيطر عليها فصائل المعارضة واحياء غربية تسيطر عليها القوات الحكومية وحلفاؤها. واعلنت روسيا اقامة ممرات للسماح بخروج المدنيين والجرحى وانسحاب المقاتلين من حلب لكن ذلك لم يحدث. ومنذ 18 تشرين الاول/اكتوبر اوقفت روسيا الغارات الجوية على حلب بعد ان كانت تجري بصورة يومية. شن الجيش السوري في 22 ايلول/سبتمبر هجوماً واسعاً للسيطرة على كامل حلب، العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا والتي تشكل رهانا كبيرا بالنسبة للنظام السوري والمعارضة في النزاع الذي أوقع أكثر من 300 الف قتيل منذ اندلاعه في 2011.