بعد خسائر تكبدها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الآونة الأخيرة على يد القوات الكردية المدعومة بغارات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في شمال سوريا، سعى التنظيم إلى الأخذ بزمام المبادرة من جديد بشنه، الخميس، هجمات على مدينة كوباني التي يسيطر عليها الأكراد وتقع على الحدود مع تركيا ومناطق تحت سيطرة النظام السوري في مدينة الحسكة في شمال شرقي البلاد. وتأتي هجمات "داعش" بعد أسبوعين شهدا توغل الأكراد في أراضيه إلى أن أصبحوا على بعد 50 كيلومتراً من الرقة. ووصفت واشنطن تقدم الأكراد بأنه نجاح. وتقصف الولاياتالمتحدة وحلفاء أوروبيون وعرب لها التنظيم منذ العام الماضي في محاولة لهزيمته. وأصيبت الحملة بقيادة الولاياتالمتحدة بانتكاسات الشهر الماضي عندما سيطر تنظيم "داعش" على مدن في سورياوالعراق. وحول تقدم الأكراد في الآونة الأخيرة دفة القتال ضد المسلحين لكن مقاتلي التنظيم يتبعون أسلوب التقدم في مناطق أخرى عندما يفقدون السيطرة على أراض. وقال التنظيم في بيان، إن مقاتليه سيطروا على منطقة النشوة ومناطق مجاورة له في جنوب غرب مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف أن القوات الحكومية انسحبت باتجاه وسط المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم انتزع السيطرة على منطقتين من القوات النظامية. وتعتبر المناطق التي يسيطر عليها النظام في الحسكة من آخر مناطق سيطرة النظام في شمال شرق سوريا على الحدود مع العراقوتركيا وهي أراض يسيطر الأكراد على معظمها منذ بدء الصراع في 2011. وقال مسؤولون أكراد والمرصد، إن هجوم "داعش" على كوباني بدأ بتفجير سيارة ملغومة واحدة على الأقل في منطقة قريبة من المعبر الحدودي مع تركيا. ويشتبك مقاتلو التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها. وشهدت كوباني بعض أعنف المعارك مع تنظيم "داعش" العام الماضي. وطردت القوات الكردية التي تعرف باسم وحدات حماية الشعب وتدعمها غارات بقيادة الولاياتالمتحدة مقاتلي التنظيم في جانفي بعد قتال دام أربعة أشهر. وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، إن المقاتلين الذين شنوا الهجوم اليوم (الخميس)، دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والذي يحارب التنظيم المتشدد مع الوحدات. وأضاف لوكالة رويترز للأنباء: "فتحوا النار بشكل عشوائي على كل من وجدوه". وقال طبيب في كوباني يدعى ولات عمر، إن 15 شخصاً قتلوا وأصيب 70 آخرون بينهم كثيرون حالتهم خطيرة. وفقد البعض أطرافهم. ونقل بعض الجرحى إلى تركيا. وقال شهود محليون، إن نحو 50 شخصاً فروا إلى معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا في كوباني بعد الهجوم سعياً لعبور الحدود. وقال المرصد، إن مسلحي التنظيم المتشدد قتلوا 20 مدنياً كردياً على الأقل في هجوم على قرية إلى الجنوب من كوباني.