أقر الرئيس الاميركي باراك أوباما الجمعة بأنه يشعر بشيء من المسؤولية حيال الوضع المأسوي في سوريا، لكنه أبدى اقتناعه بانه اتخذ القرارات السليمة نظرا للظروف. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في البيت الابيض «لا يمكنني التأكيد أننا نجحنا (في سوريا) وهذا أمر يصح أيضا مع مشاكل أخرى في العالم (…) لكنني ما زلت اعتقد انه كان النهج السليم بالنظر الى ما كنا نستطيع القيام به في شكل واقعي». وتابع أوباما قائلا: «العالم موحد في الرعب الذي تسببه الهجمات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين ضد مدينة حلب». تضاربت الأنباء والتصريحات الجمعة حول مصير عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين من أحياء حلب الشرقية، ففيما أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن جيش النظام السوري بسط سيطرته على كل أحياء حلب الشرقية، وأن عملية الإجلاء استكملت، قال مسؤول سوري يشرف على عملية الإجلاء من حلب، إن عملية إخراج المقاتلين والمدنيين من شرق المدينة لم تكتمل بعد. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قوات النظام السوري تتعامل مع مناطق معزولة يواصل مقاتلو المعارضة المقاومة فيها، بحسب وكالة الأنباء الروسية. إلى ذلك قالت مصادر إن ميليشيات أجنبية موالية للنظام السوري، قتلت 14 شخصا بعد إطلاقها النار تجاه قافلة للنازحين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية، خلال توجههم إلى ريف المدينة الغربي، بحسب مصادر في المعارضة. وأفادت المصادر بأن المجموعات الإرهابية الأجنبية أوقفت القافلة المكونة من 25 حافلة وسيارة بعد عبورها حي الراموسة الخاضع لسيطرة النظام السوري، جنوبي غربي حلب، باتجاه ريف حلب الغربي التابع للمعارضة. وأضافت أنه بعد إيقاف الحافلات ونزول ركابها منها، بوقت قصير، تقدمت دبابات وسيارات تقل مقاتلين من المجموعات الإرهابية وطوقت القافلة، وطردت عناصر الهلال الأحمر المرافقين لها، قبل أن تبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه الحافلات، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا، بحسب مصادر المعارضة السورية. وكانت مصادر واسعة الاطلاع في المعارضة السورية كشفت عن عودة تنفيذ الاتفاق بين النظام السوري وفصائل المعارضة لإخراج المسلحين وعائلاتهم ومن يرغب من المدنيين من أحياء حلب الشرقية مقابل خروج المرضى والجرحى وعائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب. جاء ذلك فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده وتركيا اتفقتا على استمرار اللقاءات بين الأطراف المتصارعة في سوريا استنادا إلى أرضية جديدة، في العاصمة الكازاخية أستانا، وذلك في حال موافقة تلك الأطراف. وأضاف بوتين، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو ، أنه اتفق مع أردوغان خلال اتصال هاتفي بينهما، على مقترح لاستمرار محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة في سوريا، في أستانا، استنادا على أرضية جديدة. وأوضح بوتين أن روسيا ستوصل الاقتراح إلى النظام السوري، في حين ستقوم تركيا بإيصال المقترح إلى ممثلي المعارضة السورية المسلحة، وفي حال قبول الأطراف سيتم توجيه طلب إلى الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف لدعم المفاوضات. وأكد بوتين أن الأرضية الجديدة لن تكون منافسة لمفاوضات جنيف، وإنما مكملة لها. وقال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الجمعة إن الهيئة مستعدة للانضمام لمحادثات سلام يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقدها بشرط أن يكون هدفها تشكيل حكومة انتقالية. وقال للصحافيين في كوبنهاغن بعد اجتماع مع وزير خارجية الدنمارك أندرس سامويلسن إنه إذا كانت هناك نية لحل سياسي حقيقي لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات كاملة فإن الهيئة العليا للمفاوضات تؤيد هذا الحل السياسي.