واجهت القوات العراقية سيارات ملغومة ومقاومة شرسة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب الموصل الجمعة في اليوم الثاني من استئناف حملة لاستعادة المدينة بعد أن توقفت المعارك لبضعة أسابيع. وقال ضابط بقوات الشرطة الاتحادية التي انضمت إلى المعركة الخميس إن اشتباكات عنيفة تدور في ضاحية فلسطينجنوب شرق المدينة لكن القوات حققت تقدما في منطقتين أخريين وأبطلت مفعول عدد من السيارات الملغومة. وقال ضابط آخر من وحدة من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية تقاتل إلى جانب الشرطة الاتحادية إن قواته تحقق تقدما في حي الانتصار على الرغم من اشتباكات عنيفة هناك. وذكر ضباط آخرون أن قوات عراقية في شرق وشمال المدينة تطهر المناطق التي استعادت السيطرة عليها الخميس قبل التقدم وإن الجيش يحاول قطع خطوط الإمداد إلى بلدة تلكيف شمالي الموصل. ومنذ بداية العملية قبل عشرة أسابيع استعادت القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة 25 بالمئة من آخر معقل رئيسي للمتشددين في العراق في أكبر معركة برية هناك منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003. وقد تشكل استعادة الموصل نهاية لدولة «الخلافة» التي أعلنها التنظيم من جانب واحد وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي إن الجماعة المتشددة سيتم طردها من العراق بحلول أبريل نيسان. وكانت القوات الخاصة قد اقتحمت الموصل من الشرق في أكتوبر/ تشرين الأول لكن قوات الجيش النظامي المكلفة بالتقدم من الشمال والجنوب حققت تقدما أبطأ مما أخر تقدم العملية. وبعد أن أعادت القوات تنظيم نفسها هذا الشهر تقدمت الخميس صوب جنوب وشمال وشرق المدينة وهي مناطق تحت سيطرة التنظيم منذ أكثر من عامين. وستشهد المرحلة الثانية من العملية نشر قوات أمريكية في مواقع أقرب إلى خطوط القتال داخل المدينة. وشاهد مراسل الجمعة مجموعة من الأمريكيين في مركباتهم المدرعة وهم يصحبون قادة عسكرييين كبارا إلى اجتماعات في قرية إلى الشمال مباشرة من الموصل. ورغم أن القوات العراقية تفوق بكثير المتشددين عددا إلا أن مقاتلي التنظيم استطاعوا الاندساس بين سكان الموصل مما أعاق القوات العراقية التي تحاول تفادي خسائر في صفوف المدنيين. وعلى الرغم من نقص الغذاء والمياه بقي معظم المدنيين في منازلهم بدلا من الهروب كما كان متوقعا. وعلى الجبهة الشمالية لم تدخل القوات العراقية الموصل نفسها حتى الآن لكنها كانت تطهر الجمعة المناطق التي استعادت السيطرة عليها للتو في محيط المنطقة بالإضافة لمحاولة عزل تلكيف. وقال اللواء نجم الجبوري وهو قائد كبير في الهجوم في حي السادة الشمالي الذي استعادته القوات العراقية س إن «العدو» احتل المنطقة واستغلها في الاستراحة وإرسال إمدادات صوب تلكيف والموصل. وأضاف أن تلكيف محاصرة من كل الجوانب الأخرى ومن القوات العراقية في الشمال. وذكر الجبوري أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويدعم القوات العراقية قتل 70 متشددا منذ مساء الخميس وإنه يستخدم طائرات هليكوبتر أباتشي وقاذفات صواريخ وطائرات مقاتلة. واستعادت القوات العراقية نحو نصف الجانب الشرقي من المدينة التي يقطعها نهر دجلة لكنها لم تدخل حتى الآن الجانب الغربي حيث توجد أسواق ترجع إلى 2000 عام وأزقة من المرجح أن تعيق أي تقدم. وقصفت قوات التحالف الجسر الأخير الباقي الذي يصل بين شرق وغرب الموصل في وقت متأخر يوم الاثنين في مسعى لمنع التنظيم من عبور نهر دجلة. وقال مصدر طبي في الموصل إن أعدادا كبيرة من المتشددين المصابين جرى نقلهم عبر النهر إلى مستشفى الطوارئ في الجانب الغربي من المدينة يوم الخميس. وأضاف المصدر أن المتشددين يمنعون المصابين والمرضى من المدنيين من الوصول إلى المستشفى. ووفقا للأمم المتحدة فقد فر حتى الآن أكثر من 114 ألف مدني من ديارهم في الموصل وهو عدد صغير قياسا إلى 1.5 مليون شخص من المعتقد أنهم لا يزالون في المدينة.