نظمت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين اليوم الأربعاء بالبليدة مسيرة سلمية انطلقت من مستشفى "حسيبة بن بوعلي" للأم و الطفل و جابت الشوارع الرئيسية للمدينة و العودة الى نفس المستشفى و ذلك في إطار الاضراب الذي يشنه الأطباء المقيمون منذ نوفمبر الفارط. وانطلقت المسيرة, التي شارك فيها حوالي 1300 شخص حسب مصادر أمنية و 3000 شخص حسب التنسيقية, من مستشفى الأم و الطفل مرورا بشارعي مصطفى بن بولعيد و العربي تبسي وصولا الى ساحة الحرية أين ألقى بعض المشاركين كلمات حول مطالب المحتجين ثم نحو شارع عمارة يوسف ثم العودة إلى نفس المستشفى عبر شارع محمد بوضياف. وبدأت المسيرة على حوالي الساعة الحادية عشرة و النصف صباحا لتنتهي على الساعة الثانية و الربع زوالا وسط إجراءات أمنية مشددة. وسار الأطباء المقيمون, الذين قدموا من المؤسسات الصحية لكل من ولايات البليدة و الجزائر العاصمة و تيزي وزو و بجاية , و هم يحملون لافتات مكتوب عليها "احترام تضامن كرامة" و " كلنا متضامنون وغاضبون" و هم يرددون شعارات "يا للعار ياللعار الوزارة بلا قرار" و "الأطباء ملوا من هذه الوضعية" و "لا لتكريس الكراهية ضد الأطباء" و "الصحة مريضة" . وصرح الدكتور امين نايلي ممثل الأطباء المقيمين للبليدة و عضو المكتب الوطني للتنسيقية ل/وأج/ أن مطالب المحتجين المشاركين في هذه المسيرة "معروفة لدى الخاص و العام و المتمثلة في أن يكون الحق للطبيب في الاعفاء من الخدمة الوطنية عند بلوغه 30 سنة ومساواته مع جميع المواطنين الجزائريين و إلغاء الخدمة المدنية و استبدالها بنظام فعال بإدراج تحفيزات و توفير إمكانيات و تجهيز و بناء المستشفيات في الجنوب و مراجعة نظام الخدمة المدنية بما يتماشى مع مطالب المواطن, بالإضافة الى تحسين شروط التكوين النظرية و التطبيقية و ترقية قانون الطبيب المقيم بالإضافة إلى بعض المطالب المتعلقة ببعض التخصصات البيولوجية و الاسنان". و أشار الدكتور نايلي إلى أن هذه المسيرة الاحتجاجية تجري بالتوازي مع مسيرتين مماثلتين بكل من سطيف و وهران حيث تجمع كل مدينة الأطباء المقيمين للجهة التابعة لها, مضيفا : "كنا دائما منفتحين للحوار بشرط أن يكون جدي و وصريح و فعال". ولدى توقف المسيرة في ساحة الحرية (باب السبت) تدخل العديد من الأطباء المقيمين, حيث قال الدكتور نايلي الذي كان أول المتدخلين أن "مطالب المضربين تصب في مصلحة المواطن و ليس الطبيب لأن الطبيب يطالب بتوفير الوسائل ليكون في خدمة المريض و نطالب بإعادة الكرامة للطبيب و نحن متضامنون مع جميع أطباء ولايات الوطن رغم كل محاولات زعزعة الاستقرار و الانقسام". وأضاف مخاطبا زملائه "كونوا أقوياء و متضامنون و حاضرون كل المطالب تصب في المصلحة الجماعية و لهذا تم رفضها". ومن جهته قال أحد الأطباء من تيزي وزو : "نحن لسنا فوضويين نحن أشخاص متحضرين ونطالب بحقوقنا المهضومة منذ عدة سنوات و سنكون هنا إلى غاية تحقيق مطالبنا بطريقة سلمية و حضارية نحن هنا من اجل المرضى". كما استرسلت احدى الطبيبات المتدخلات من الجزائر العاصمة قائلة " نجتمع اليوم لنبرهن مجددا عن شجاعتنا و قوتنا و تضامننا في اطار التنسيقية . نحن كلنا فاعلين و هناك بعض الأطراف تحاول تفرقتنا و لكن بدون جدوى" مضيفة " كان الطريق طويلا و متعبا و مليء بالعراقيل و لكن نستطيع ان نبني أشياء جميلة بالاحجار التي تعوق طريقنا و لن نتنازل عن مطالبنا". وعقب تداول عدد من المشاركين على القاء كلمة تتخللها أغاني وطنية اختتمت الوقفة بساحة الحرية بأداء النشيد الوطني ثم واصل الأطباء مسيرتهم نحو نقطة الانطلاق ليتفرقوا في هدوء.