طبيبة محتجة: نحن لا نضرب من أجل من يحكموننا لأن علاجهم مضمون في الخارج منعت قوات مكافحة الشغب، أمس، تجمع ''عيد الاستقلال والشباب'' للأطباء المقيمين أمام مقر رئاسة الجمهورية في المرادية بالعاصمة، وأوقفت 20 طبيبا وصحفية من جريدة ''لوسوار دالجيري''، فيما سجلت إغماءات وسط الطبيبات وإصابة شرطي بجروح خفيفة على مستوى الوجه. كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة صباحا عندما تجمع حوالي 200 طبيب مقيم، بالقرب من مفترق الطرق المؤدي إلى حيدرة والمرادية، وفاجأ المحتجون قوات الشرطة التي سارعت إلى تطويق المكان ومحاصرة الأطباء لمنعهم من التقدم نحو مقر الرئاسة. وتعرض الأطباء المقيمون للضرب من طرف قوات مكافحة الشغب، وتمت محاصرتهم وتطويقهم بحزام أمني، وتوقيف 12 طبيبا ونقلهم على متن مركبة. وتصدى المحتجون لمحاولة الشرطة تفريقهم، مصرين على مواصلة السير نحو مقر الرئاسة لإسماع صوتهم لرئيس الجمهورية، عشية عيد الاستقلال والشباب واليوم المائة منذ دخولهم في إضرابهم الوطني المفتوح. وفي حدود العاشرة والنصف، تجمع المحتجون في الجهة المقابلة لمقر المديرية العامة للوظيفة العمومية، وهتفوا بصوت واحد ''متضامنون''. وأوقفت بعدها قوات الأمن 8 محتجين آخرين بينهم صحفية بيومية ''لوسوار دالجيري'' الناطقة بالفرنسية، ليتم بعد حوالي ساعة إطلاق سراحها. ورفض الأطباء التحرك وتفريق التجمع، إلا بعد إخلاء سبيل زملائهم، لكن ذلك لم يحدث. وقال الطبيب جيلالي، المختص في الأعصاب والأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين: ''نحن لا نكتفي بصدور القانون الأساسي، لأننا نناضل من أجل مطالب أخرى أهمها استبدال نظام الخدمة المدنية، ومطلب تحسين الجانب البيداغوجي والتكوين''. وقالت طبيبة أخرى مختصة في طب الأطفال بمستشفى بني مسوس بالعاصمة: ''نحن لا نبحث عن رفع الأجور، نحن نواصل إضرابنا لأننا نناضل من أجل مصلحة المريض وتمكينه من العلاج في أي ولاية''. وفي حدود الساعة الحادية عشرة سار المحتجون نحو مستشفى مصطفى باشا الجامعي وهتفوا: ''نعتذر يا مريض... أويحيى هكذا يريد''، وأصيبت عدة طبيبات بإغماء، فيما جرح شرطي على مستوى الوجه. وقال القيادي في التكتل المستقل للأطباء المقيمين، مروان سيد علي، في تصريح ل''الخبر''، إن ''تجمعنا الذي أطلقنا عليه اسم ''مسيرة عيد الاستقلال والشباب'' منع بعنف، ونحن نريد أن تصل رسالتنا إلى رئيس الجمهورية، لأننا أطباء شباب، كما أننا شاركنا في الجلسات الوطنية للمجتمع المدني، ولم تتجسد الوعود في الميدان''. ويتزامن الخامس من جويلية مع مرور 100 يوم على دخول الأطباء المقيمين في إضراب وطني مفتوح. وفيما يتعلق بمواصلة المسيرات والاحتجاج، أوضح مروان سيد علي بأن جمعيات عامة ستعقد لاتخاذ القرار المناسب.