أفادت صحيفة وول ستريت جورنال ، أول أمس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا، وذلك غداة إعلانه أن بلاده ستنسحب “قريبا جدا” من البلد الغارق منذ سبع سنوات في حرب أهلية مدمرة. وقالت الصحيفة إن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الاموال بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولاياتالمتحدة تعهدت دفع اموال للمساهمة في اعادة اعمار سوريا. وكان ترامب أعلن في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في اوهايو أن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا “قريبا جدا”، وعبر عن أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط. وأضاف “سنخرج من سوريا في وقت قريب جدا. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن”. ولم يحدد ترامب مَن يقصد ب”الآخرين” الذين يمكن أن يتولوا أمر سوريا، لكن لروسيا وإيران قوات كبيرة في سوريا دعما نظام بشار الأسد. وتنشر الولاياتالمتحدة أكثر من الفي جندي في شرق سوريا حيث يساندون تحالفا عربيا كرديا لدحر تنظيم الدولة الاسلامية، بدون التورط بشكل مباشر في النزاع في هذا البلد. وقال ترامب “أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الاوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء”، متعهدا تركيز الانفاق الأمريكي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده. وتعارضت رغبة ترامب بالانسحاب من النزاع السوري، مع ما كان اعلنه في كانون جانفي الماضي وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون. واعتبر تيلرسون آنذاك أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى في سوريا من أجل منع تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” والقاعدة من العودة، ولحرمان ايران من فرصة “تعزيز موقعها في سوريا”.