شرعت فرنسا في البحث عن ''حل تفاوضي'' مع قاعدة بلاد المغرب الإسلامي، من أجل تحرير رعاياها الخمسة المختطفين. كما أبدت فصائل من المقاتلين التوارق سابقا بالنيجر، استعدادها للإسهام في تأمين منطقة الساحل، داعية الجزائروفرنسا إلى دعمها في كشف مصير 4 آلاف محارب سابق تم التخلي عنهم بالنيجر.. لم يخف وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران، سعي حكومته للاتصال بتنظيم القاعدة من اجل معرفة مطالب عناصرها نظير تحرير رعاياها الخمسة المختطفين منذ 9 أيام. وقال أمس إن فرنسا تأمل ''في التمكن من الاتصال بالقاعدة''، وقدم تصريح المسؤول الفرنسي على أنه محاولة من باريس فتح باب التفاوض مع عناصر القاعدة الذين اختطفوا الأربعاء الماضي في النيجر. وأوضح وزير الدفاع الفرنسي لإذاعة ار تي ال: ''في الوقت الراهن، نريد التمكن من الاتصال مع الخاطفين لمعرفة مطالبهم''. وأبدى موران استغرابا حيال تأخر التنظيم عن الإعلان عن مطالبه، رغم انه أكد تبنيه للعملية وخاطب باريس بأنه سيعلن عن مطالبه لاحقا، كما أكد المسؤول الفرنسي أنه تم التأكد من صحة بيان التبني، بينما استبعد أن يكون الخاطفون قد قتلوا مواطنيه الخمسة، رغم تأكيده أن ''فرنسا لم تحصل عن أي أدلة تثبت أنهم على قيد الحياة، لكن لدينا من المؤشرات ما يدعو إلى الاعتقاد بأنهم أحياء''. وأظهر تصريح وزير الدفاع الفرنسي تضاربا في مواقف وتصريحات المسؤولين الفرنسيين، ففي الوقت الذي أكد موران أن بلاده تنتظر مطالب القاعدة، في إشارة إلى مسعى التفاوض، أكد رئيس الوزراء فرانسوا فيون أن فرنسا مقبلة على حرب حقيقية ضد تنظيم القاعدة بالمنطقة. وقد وجدت فرنسا نفسها في حرج كبير حيال عملية الاختطاف وكيفية التعاطي معها في حال طلب الخاطفون الفدية، حيث كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتقد ضمنيا ما تردد عن إسبانيا من أنها قدمت فدية لقاء الإفراج عن رعيتين كان أتباع أبو زيد يحتجزهما في منطقة الساحل. وأبدت فصائل من التوارق المقاتلين السابقين بالنيجر استعدادها للانضمام إلى جهود تامين منطقة الساحل في اجتماع لها شمالي البلاد على خلفية عملية الاختطاف التي تعرض لها الفرنسيون الخمسة بمعية ملغاشي وطوغولي، وناشدت كل من الجزائروفرنسا وسلطات بلادها، إعادة الاعتبار لنحو 4 آلاف من مقاتليها السابقين واتهمت سلطات النيجر بالتخلي عنهم، بعدما تعهدت بالتكفّل بهم اجتماعيا، ونددت باتهامهم بالتواطؤ مع عناصر القاعدة. وأرجأت فرنسا القيام بعملية عسكرية لتحرير رهائنها، في المنطقة المعروفة بصعوبة التوغّل فيها، خاصة بعدما فشلت في العملية العسكرية المشتركة التي قامت بها شهر جويلية مع القوات الموريتانية، وسقط فيها الرعية الفرنسي المحتجز ميشال جيرمانو قتيلا، فيما أقر وزير الداخلية بريس اورتفو أن التدخل العسكري ''لا يمكن أن يكون في هذه المرحلة''.