لأول مرة، منذ ما يربو عن القرن، نفذت ولاية فرجينيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية الحكم بالإعدام في حق امرأة. تيريزا لويس حكم عليها بالإعدام في جريمة التآمر لقتل زوجها وابنه سنة .2002 وبعد استنفاد كل الإجراءات، رفضت المحكمة العليا رد الحكم، أو تخفيفه، تقرر إعدام السيدة البالغة من العمر 41 سنة، والتي تعاني من تخلف ذهني. يوم الخميس الماضي في الساعة التاسعة ليلا أعدمت تيريزا عن طريق حقن مادة قاتلة، في سجن ''غرين فيل''، الذي تنفذ فيه عادة أحكام الإعدام بولاية فرجينيا. تيريزا فارقت الحياة وحيدة، لم تسمع بها سيدة فرنسا الأولى كارلا بروني ساركوزي، ولم تبعث لها رسالة تضامن، ولم تطالب الحكومة الأمريكية بتوقيف الحكم. كما لم تجد تيريزا الأمريكية المساندة من قبل المثقفين ومنظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة في أوروبا وفي العالم المتقدم، ليرغموا المحكمة في فرجينيا على التراجع عن قرارها بإعدام امرأة. ولم يتحرك برنارد كوشنير ليخطب في الناس عن قيم الحضارة الغربية، وعن الاضطهاد والجور في العالم العربي والإسلامي. ولم يقرأ علينا فيلسوف الصهيونية برنارد هنري ليفي نظرياته في الحقوق والمدنية والحياة، ولم يقل رأيه أصلا في القضية المطروحة على ضمير الإنسانية منذ سنة .2002 لم يتحرك أحد، لأن المحكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية تسكت الجميع. لا بروني ساركوزي، ولا كوشنير، ولا ليفي يملكون جرأة الكلام، ناهيك عن التنديد أو الاتهام. تيريزا كانت متخلفة ذهنيا وسيئة الحظ أيضا. عكس الإيرانية سكينة محمدي المتهمة بقتل أيضا زوجها وبالزنا التي دافعت عنها كارلا بروني بشراسة وباسم الدولة الفرنسية. وجندت رسالتها عشرات المنظمات والجمعيات الفرنسية والأوروبية، التي أعلنت حربا إعلامية على إيران، لثني العدالة هناك عن محاكمة المتهمة. وقد أفلحت الضغوط الدبلوماسية والحملة الإعلامية العدائية على إيران فعلا في تعطيل القضية ولم تتم محاكمة سكينة محمدي إلى اليوم، ولا نعرف ما إذا كان الملف سيطوى نهائيا أم يكيّف وفق ما تمليه قوانين القوة في العالم الأول. نحن لا تهمنا محاكمة سكينة محمدي، ولا سجنها أو إعدامها إذا ثبت قتلها لزوجها. فقط كنا نتمنى أن تحظى تيريزا لويس الأمريكية بنفس الرعاية والاهتمام الذي أحيطت به الإيرانية سكينة محمدي. فالجريمة هي نفس الجريمة والمتهم في الحالتين امرأة. الفرق الوحيد هو أن تيريزا حكمت عليها الولاياتالمتحدةالأمريكية، أما سكينة فقد حاولت إيران أن تحاكمها فقط. هذا هو الفرق. [email protected]