قبل أيام من انتخابات الكونغرس الأمريكي الحكم بالإعدام على صدام حسين شنقا /font خمسون دقيقة كانت كافية للحكم بالإعدام على رئيس دولة محتلة، ومن طرف محكمة تم تعيينها من طرف الاحتلال.. وتمت تلاوة الحكم بطريقة هزلية مخالفة للقانون، إذ يقتضي الأمر تلاوة الحكم بالكامل حتى ولو استغرق ذلك 10 ساعات، وهو ما يؤكد أن الجلسة لم تكن قانونية وأن المحاكمة كانت سياسية وتمت لأسباب سياسية وبالتالي لا يتوقع منها أبدا حكما قانونيا. مسرحية كتبها الرئيس الأمريكي جورج بوش ليقول للأمركيين انه قد حقق الهدف الاستراتيجي لحربه على الإرهاب، وأخرجها القاضي "الرشيد" بالفصل في القضية والحكم بالإعدام شنقا حتى الموت على الرئيس صدام حسين، وهو لا يدري بأن الشارع خارج قاعة المحكمة يكتب على جدران المدارس والمنازل في بغداد "هنيئًا لك الشهادة يا أبو عدي"... "عاش العراق عاش الشعب العراقي الله أكبر من المحتلين".. كانت هذه الكلمات آخر ما نطق به الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين "1979 2003" قبل أن تصدر المحكمة الجنائية العراقية التي ترعاها الولاياتالمتحدة الحكم عليه بالإعدام شنقا في قضية الدجيل.. وقد أعقب صدور الحكم على صدام وأعوانه السبعة مظاهرات عمت بعض المدن العراقية منددة بالحكم، كما توالت ردود الفعل من مختلف الجهات والهيئات الدولية معتبرة الحكم مهزلة للعدالة.. حكمت المحكمة الجنائية العليا أمس، بالإعدام شنقا على الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتهم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في قضية الدجيل. كما أصدرت نفس العقوبة على برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدام، في حين تم الحكم على نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بتهمة استخدام أساليب وحشية في قمع انتفاضة للشيعة عام 1991 في جنوب العراق، وبقتل آلاف الأكراد في الشمال عام 1988. وكانت هيئة الادعاء قد طلبت توقيع حكم الإعدام بحق رمضان.. وفرضت المحكمة عقوبة السجن لمدة 15 عاما على كل من عبد الله رويد ومزهر عبد الله وعلي دايح وحكم على كل منهم أيضا بسبعة أعوام بتهمة التعذيب، لكنهم سيقضون مدة العقوبة بشكل متزامن، بينما أعلن القاضي تبرئة المتهم محمد العزاوي لعدم كفاية الأدلة وأمر بإطلاق سراحه.. وتتعلق الأحكام التي أصدرتها المحكمة الجنائية العليا التي ترعاها الولاياتالمتحدة بقضية الدجيل التي اتهم فيها صدام وأعوانه السبعة بقتل 143 من سكان هذه القرية الشيعية شمال بغداد وتدمير ممتلكاتهم وجرف أراضيهم ونفيهم في الداخل أربع سنوات بعد هجوم استهدف موكب صدام حسين عام 1982.. ويأتي الحكم على صدام وأعوانه، بينما تجري محاكمتهم في قضية الانفال التي استهدفت الأكراد في الثمانينيات. وينبغي أن يوقع مرسوم تنفيذ حكم الإعدام رئيس الجمهورية أو نوابه. مع العلم أن الرئيس جلال طالباني يعارض حكم الإعدام.. والحكم بالإعدام على صدام كان متوقعا في ظل تسييس القضية، حيث يأتي قبل يومين من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي الثلاثاء المقبل، وهو ما قد يعزز موقف الجمهوريين، ويمهد الطريق أمام نجاحهم في انتزاع السيطرة على الكونغرس من الديمقراطيين.. وكانت جلسة النطق بالحكم قد بدأت صباح الأحد، وهو يوم عطلة بالنسبة للقضاء العراقي، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي أعمال عنف قد تحدث.. يذكر أن صدام حسين هو أول رئيس دولة عربي يحاكم في بلاده بسبب جرائم ارتكبها بحق شعبه. وقد رفض الاعتراف منذ البداية بشرعية المحكمة، كما رفض أن يؤكد براءته أو أن يقر بالتهم الموجهة إليه خلال المحاكمة. ومنذ أن بدأت إجراءات المحاكمة قبل عام في بغداد قتل ثلاثة من محاميي الدفاع، كما استقال رئيس المحكمة السابق من منصبه بسبب تدخلات سياسية. الأحكام الصادرة في حق الرئيس صدام حسين ومعاونيه 1- الإعدام شنقا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين .. 2- الإعدام شنقا لشقيقه برزان التكريتي.. 3- الإعدام شنقا لعواد حمد البندر.. 4- السجن مدى الحياة لطه ياسين رمضان.. 5- السجن 15 سنة لعلي دايح... 6- السجن 22 عاما لمزهر وعبد الله رويد.. 7- البراءة لمحمد العزاوي..