وصل إلى الشواطئ الإيطالية مساء أول أمس قارب يضم 15 حرافا من بينهم امرأة بصحبة طفليها وزوجها تنحدر من ولاية عنابة. وقد انطلقت الرحلة من شاطئ الفرطاسة بالجهة الشرقية لبلدية الشط في ولاية الطارف، وكون هذا الشاطئ معزولا ومتاخما للحزام الغابي... ويقصده صغار الصيادين بالمنطقة، فقد سهل على الحرافة إخفاء قاربهم والاختباء إلى أن يحين موعد الرحلة التي برمجت عند غروب شمس يوم الأربعاء، إذ ركب الحرافة الذين ينحدرون من ولايات الطارف وعنابة وقسنطينة بمعية أسرة كاملة من عنابة. وقد كان في توديعهم أصدقاؤهم وبعض أفراد أسرهم، قبل أن تنطلق رحلتهم نحو المجهول لا شيء معهم سوى بوصلة وكميات محدودة من اللباس والتمر المعجون والماء، مع معلومات لسرعة الرياح وحركة البحر والطقس لتلك الأيام التي سيقضونها في البحر، والتي دامت يومين. وفور وصولهم إلى الضفة الأخرى، اتصل الحرافة بأهاليهم لطمأنتهم بوصولهم بسلام. وحسب العارفين بخبايا الحرفة بالمنطقة فإن شاطئ الفرطاسة يعتبر بديلا لشواطئ سيدي سالم والبطاح والشط، بعد انكشاف هذه المواقع من قبل رجال الأمن وحراس السواحل، والتي كانت نقاط انطلاق قوارب الموت لعدة سنوات. وتأتي هذه العملية، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ ''الحرفة'' الجزائرية، عائلة تضم الوالدين وابنيهما، بعد أسبوعين من توقيف السلطات الإسبانية لسبعة زوارق محملة 115 مهاجر سري جزائري.