خيّم، أمس، جو من الحزن والأسى على سكان بلدية اليشير بولاية برج بوعريريج بعد انتشار خبر العثور على جثة الطفل عبد الرحيم، المختفي منذ 17 يوما، داخل بئر في مزرعة تبعد عن مسكن العائلة بأكثر من 500 متر، من طرف عم الضحية الذي أبلغ الدرك والأمن. وكانت عائلة الضحية، المتكونة من الأبوين وطفلين، في حالة يرثى لها من شدة الصدمة، وبصعوبة كبيرة تمكنا من الوصول إلى الأب والتحدث إليه، قال ''لم أتحدث مع زوجتي منذ اكتشاف جثة عبد الرحيم نظرا لانهيارها تماما. أما أخواه، البنت في السنة الرابعة والطفل في السنة الثالثة، فيستحيل ذكر اسم عبد الرحيم أمامهما.. لأن ذلك يحدث فيهما صدمة مضاعفة''. العم يكتشف الجثة كان فضول عم الطفل الضحية ورغبته في إزالة كل الشكوك المحيطة بعملية اختفاء الطفل عبد الرحيم سببا في اكتشاف الجثة، حسب ما صرح به الأهل، فبعد عملية تفتيش ثانية للقطع الأرضية المحيطة بالحي شعر العم برغبة في تفقد البئر مرة أخرى ليصدم بمنظر جثة الطفل فوق الماء، فقام على الفور بإبلاغ فرقة الدرك ثم الأمن، لتدخل بعدها فرقة من الحماية المدنية وقامت بانتشال الجثة بمزرعة بن قانة أمبارك. وقد صرح أحد الحضور أن البئر تم تفتيشه أكثر من مرة من طرف المواطنين والأمن وحتى البلدية. البئر تقع في مكان منعزل عند وصولنا إلى اليشير كان والد الطفل لدى وكيل الجمهورية بمحكمة المنصورة، بينما تجمع عدد كبير من المتعاطفين وسكان البلدية المعزين أمام باب منزل العائلة، عندما تطوع أحدهم ليرافقنا إلى البئر التي تم فيه اكتشاف جثة عبد الرحيم، وهي عبارة عن بئر بعمق حوالي 27 مترا، داخل مزرعة، محاط بجدار بعلو متر تقريبا وباب مغلق يستحيل معها احتمال سقوط الطفل أو حتى وصوله إليه مشيا، خاصة وأن صاحب البئر أكد أن القطعة الأرضية محاطة بشباك مغلق دائما، كما وجدنا فرقة الحماية المدنية تقوم بعملية إفراغ للماء بحثا عن قرائن جديدة تفك لغز القضية. عبد الرحيم طفل محبوب من كل الجيران عند عودتنا إلى بيت الضحية كان والده قد عاد للتو من عند وكيل الجمهور الذي عاين مكان الحادث رفقة ضابط الأمن، وأكد للوالد أن العثور على الجثة سيسهل فك غموض القضية. وردا على سؤالنا عن الطفل، قال الأب: ''عبد الرحيم كان محبوبا من طرف الجميع، لذا فمرافقته للجيران أمر عادي''.. مضيفا: ''حتى ولو وجدته مع أي مشتبه فيه فإنني سأعتبر الأمر عاديا''.. قبل أن يستبعد تماما احتمال سقوط ابنه داخل البئر قائلا: ''فهو لا يتجاوز 95 سنتيمترا، والطريق من البيت إلى البئر منحدر وصعب.. أضف إلى ذلك أن البئر محاط بسور مغطى ومغلق ويتطلب فتحه شخصا قويا كبيرا، ما يؤكد العمل الإجرامي''. وفيما يتداول الشارع خبر توقيف مشتبه في القضية، تؤكد مصادر أمنية بأنها في انتظار تشريح الجثة لفك لغز القضية في أقرب الآجال.