توقع السيد رشيد أوساسي، مسؤول مجموعة ''افريكافي'' المتخصصة في تحويل وتسويق القهوة، أن تؤدي تقلبات الأسعار في السوق الدولية إلى التأثير على مستويات الأسعار في السوق الجزائرية، خاصة أن الأزمة التي تعرفها المادة أضحت هيكلية وأضحى من الصعب إيجاد نوعية جيدة بأسعار معقولة. وأوضح المصدر نفسه في تصريح ل''الخبر''، ''بأنه يتوقع أن تعرف الأسعار ارتفاعا خلال السداسي المقبل، كما أن العرض تراجع بصورة محسوسة بالنظر لتأثر العديد من البلدان المنتجة بالأحوال الجوية السيئة، من بينها البرازيل وكولومبيا ولكن أيضا دولا آسيوية وإفريقية، وهو ما يضع المستوردين في وضع صعب''. وأشار أوساسي: ''كان الاعتقاد بأن العوامل المؤثرة في السوق ظرفية، لكن المعطيات الحالية تفيد بأن هنالك إمكانية لاستمرار ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، فقد كان متوسط سعر الطن ب 1500 دولار وارتفع إلى 1600 دولار، لكنها حاليا فاقت سقف 1700 دولار للطن. ومن المعلوم أن الجزائر من بين أهم البلدان المستوردة لمادة القهوة في منطقة شمالي إفريقيا ومتوسط استهلاك الفرد يقدر ب 3 كيلوغرامات سنويا. وعليه فإن مواصلة الارتفاع على نفس الشكل سيدفع الأسعار إلى أعلى، ناهيك عن صعوبة وجود النوعية الجيدة في السوق لانحصار العرض. واعتبر أوساسي أن هناك عوامل وأسبابا تساهم في ارتفاع أسعار القهوة في السوق الدولية من بينها المضاربة وتوظيف الوسطاء لأموال كبيرة في هذه المادة بعد النقص المسجل في السوق، فضلا عن أن الفترة الحالية تتزامن مع موسم جني المنتوج الجديد من البلدان الرئيسية، وينتظر أن يتم تسليم المحصول الجديد قبل نهاية أكتوبر، مضيفا بأن دولا مثل البرازيل مثلا، تجني المادة الرئيسية من نوع ''أرابيكا'' المستخدمة كثيرا من قبل المحولين والمنتجين في الجزائر في مارس وفي أكتوبر. ولذلك، فإن هذه الفترة تمثل مرحلة فراغ، وغالبا ما يلجأ المحولون والمنتجون للمادة النهائية إلى المخزون، مما يفسر انخفاض مستواه خلال هذه الفترة. ولا يستبعد بالتالي زيادة في السعر أيضا إذا لم تستقر الأسعار بعد نهاية السنة الحالية.