وشكلت أسعار مادة البطاطا الحدث البارز طيلة الأسابيع الماضية، حتى أن البعض اعتبرها - تعليقا - المترشح السابع للانتخابات الرئاسية السابقة، وفي هذا السياق كشف مدير المصالح الفلاحية بولاية الوادي، السيد أحمد لبرارة، عن توقع انتاج 5,3 مليون قنطار ستغرق السوق المحلي والوطني بمنتوج البطاطا السوفية ذات الجودة العالية، مما يعني تراجعها إلى حدود 25 دج مع بداية الشهر القادم• سماسرة استغلوا الظروف المناخية للمضاربة بأسعار البطاطا ذكرت مصادر ل''الفجر'' أن أزمة البطاطا مفتعلة وقالت إن الأيام القادمة ستكشف المتورطين في عملية احتكار المادة في الأسابيع القليلة القادمة، وظهر ذلك جليا من خلال ظهور مادة البطاطا المنتجة بولاية الوادي في فصل الشتاء، بأسواق المدن الكبرى كالجزائر العاصمة، سطيف ووهران هذه الأيام، رغم أن منتجي ولاية الوادي أنهوا بيع محصولهم منذ نهاية فيفري وبداية مارس• وكثر الحديث أن بعض الوسطاء استغلوا انخفاض الأسعار بمنطقة الوادي في الفترة الماضية، من نوفمبر إلى أواخر جانفي، وقاموا بشراء كميات كبيرة وخزنوها في مخازن بولايات شمالية، لعلمهم بعدم تمكن مزارع الشمال، خاصة عين الدفلى وسكيكدة والبويرة، من جني ما بقي من المحصول نظرا لرداءة الأحوال الجوية وعدم الاستقرار، خاصة في الفترة الأخيرة، وفي هذه الفترة من السنة• وأضافت مصادرنا أن أسعار البطاطا ستنخفض تدريجيا، خاصة بعد التأكد من أن منتوج ولاية الوادي سيدخل الأسواق قريبا• وعن إمكانية الاستيراد، تأكد رسميا حسب مصادر ''الفجر'' عدم لجوء الدولة للعملية ما دامت الأزمة عابرة ولا تخص كميات الإنتاج بقدر ما تخص مشكلة التوزيع التي سيتم حلها قريبا• مدير الفلاحة بالوادي يتوقع انخفاض الأسعار بعد أسبوعين أكد مدير الفلاحة بولاية الوادي، السيد أحمد لبرارة، في تصريح ل''الفجر''، أن أزمة أسعار البطاطا ستنتهي مع دخول الإنتاج الفصلي لولاية الوادي بعد أسبوعين، وبالتالي القضاء على الاحتكار الذي فرضه بعض الوسطاء خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدخل الشك على المواطن وفي قدرة الدولة على توفير المادة الأكثر استهلاكا في المجتمع الجزائري• وأضاف مديرالقطاع أن الإنتاج في هذا الفصل سيحقق رقما قياسيا جديدا، خاصة أن المساحة المزروعة التي كان من المتوقع أن تضاف هذا الموسم تصل إلى 5000 هكتار، لتجد المديرية نفسها أمام 6500 هكتار، مما رفع توقعات الإنتاج إلى 5,3 مليون طن• اجتماع تقييمي وتشاوري لغرفة الفلاحة بالوادي وبسبب ذات الإشكال عقد بحر الأسبوع الجاري بمقر غرفة الفلاحة لولاية الوادي، اجتماع مهنيي قطاع الفلاحة، خاص بشعبة البطاطا تحت إشراف الغرفة الفلاحية، تدارس فيه هؤلاء وضعية منتوج البطاطا بعدما وصل السعر في الأسواق إلى أكثر من 90 دج• وقد أوضح رئيس الغرفة السيد سعدون زغيب أمام المهنيين أن الظروف المحيطة بالقطاع في الأيام القليلة الماضية تسببت في ارتفاع أسعار البطاطا، ووصولها إلى المستهلك بأرقام خيالية تراوحت بين 90 و140 دج، معرجا في سياق حديثه على نقائص القطاع والمشاكل المحيطة بالفلاحة التي تعيق وصول المنتوج الفلاحي إلى المستهلك بأسعار معقولة• وأشار إلى أن استفادة الدخلاء على القطاع من فوائض القيمة من خلال مضاربة الوسطاء في الأسعار• وعرج على مشاكل القطاع، خاصة عدم توفر العدد الكافي من مراكز التخزين التي لا تتجاوز 48 غرفة تبريد فقط، في ولاية الوادي، وهو ما يهدد منتوج البطاطا في الولاية، خصوصا في فصل الصيف، في ظل الحجم الهائل للإنتاج، مما يجعل الفلاح يتخلى عن المنتوج بأسعار منخفضة خوفا من التلف، وبالمقابل يستغل الوسطاء فروق السعر ولا يستفيد من هذا الوضع لا الفلاح ولا المستهلك• وعن وضعية الإنتاج في الموسم الصيفي، ذكّر المتدخل بالكميات المتوقع أن تنتج، والتي تتسم هذا الموسم بالزيادة في المساحة المزروعة، وستبدأ عملية التسويق بداية الشهر القادم، ومن شأن هذا الدخول لمنتوج الولاية التخفيض من أسعار البطاطا على المستوى الوطني• وفي تدخلاتهم في اللقاء المذكور، أكد كبار منتجي البطاطا بالوادي على ضرورة إيجاد صيغة جديدة للتعامل مع الفلاحين وعدم ترك المنتج لوحده من خلال الزيادة في التقنين، خاصة ما يتعلق للتسويق، لأن العوائد الكبرى تعود للوسطاء من تجار ودخلاء على مجال الفلاحين، فيما لم يستفد الفلاح من هامش الربح والأنظار توجه له بتهمة استغلال موقف عدم وجود رقابة والبيع بأسعار خيالية• وبالمقابل يؤكد الفلاحين أن سعر البيع داخل المزارع للتجار والوسطاء لم يتجاوز35 دج للكيلوغرام الواحد•