اتفق قادة جيوش دول الجزائر، مالي، موريتانيا والنيجر على إجراء مناورات وتمارين قتالية مشتركة دورية بين جيوش هذه الدول، وعقد لقاءات تكوينية لضباط الجيوش في مدارس تكوين بالجزائر سيكون موقع التدريبات المشتركة بين جيوش منطقة الساحل التي تنتمي لمدارس عسكرية مختلفة، غير بعيد عن مواقع انتشار الجماعات الإرهابية بين مناطق إيفوغاس شمال مالي ووديان إيزوراك على الحدود بين مالي والنيجر، حسب مصادر تابعت أشغال اجتماع قيادات أركان جيوش الساحل بتمنراست، الأحد الماضي. وجاء هذا القرار من أجل محاكاة أجواء معركة مع عشرات الإرهابيين المتحصنين، ثم التنسيق بشأن تسلل سيارات مسلحة عبر الحدود ومطاردتها لمسافة عدة مئات من الكيلومترات والتعامل مع الكمائن. وتشارك قوات نخبة من كل الدول المعنية في هذه التمرينات التي تهدف، حسب المصادر، لرفع التنسيق بين القوات من أجل تحسين مستوى الأداء الجماعي لجيوش متعددة. وتعاني جيوش دول الساحل الفقيرة بالإضافة إلى ضعف القوات الجوية أو انعدامها تقريبا كما هو الحال في مالي والنيجر، من نقص التعداد الكافي لتغطية الحدود، وضعف وسائل الاتصال والنقل رغم تحسنها في السنتين الأخيرتين لكنها مازالت دون المستوى المطلوب. فبينما تنتقل الأوامر والمعلومات بسرعة لدى الوحدات القتالية الجزائرية ودون تأخير، يحتاج نقل معلومة أو خبر لوقت يصل إلى ساعات لدى وحدات جيشي مالي والنيجر. وتساهم الرواتب الزهيدة وغير المناسبة التي يتقاضاها العسكر والدرك في هذه الدول في تعقيد مهمة مكافحة الإجرام والإرهاب. ويعتمد الجيش الجزائري ومصالح الأمن في مواجهة تهديدات تنظيم القاعدة في منطقة الساحل على سياسة طويلة الأمد، تهدف للسيطرة على الحدود الدولية المشتركة بين هذه الدول أولا، وتنمية القدرات العسكرية للجيوش النظامية بالتدريج، مع الاعتماد على العمليات الأمنية التي تهدف لربط اتصال مع أكبر عدد من الإرهابيين من أجل ضمهم لمسعى المصالحة، ثانيا. وتواجه هذه الخطط بعض الصعوبات أهمها التعاون بين الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية والمهربين وغياب السلطة الإدارية لدول الساحل، في مناطق واسعة من الساحل لدرجة أن التأكد من هوية الأشخاص في صحارى شرق موريتانيا وشمال مالي والنيجر يعد مستحيلا. ويرغب الجيش الجزائري، حسب المعلومات المتاحة، في ضم دول الجوار الثلاثة مالي وموريتانيا والنيجر للبرنامج العسكري الذي بدأ قبل 3 سنوات، والمتضمن تكوين قوات برية وجوية وتجهيزها للعمل في الصحراء. وتتدرب وحدات برية وقوات جوية جزائرية منذ عام 2007 في إقليم ولايتي تمنراست وأدرار على ظروف المعركة في الصحراء بعد أن انشغلت بعمليات مكافحة الإرهاب التي يجري أكثر من 70 بالمائة منها في معاقل الإرهاب بالشمال.