يلتحق اليوم أكثر من 2, 1 مليون طالب بمختلف المؤسسات الجامعية بمناسبة الدخول الجامعي الجديد، من بينهم 543, 237 طالب جديد، ويتزامن هذا الدخول مع اتخاذ الحكومة ''قرارات إيجابية'' لصالح أساتذة القطاع. يلتحق اليوم أكثر من 2, 1 مليون طالب بمختلف المؤسسات الجامعية بمناسبة الدخول الجامعي الجديد، من بينهم 543, 237 طالب جديد، ويتزامن هذا الدخول مع اتخاذ الحكومة ''قرارات إيجابية'' لصالح أساتذة القطاع. ملامح دخول جامعي ''صعب'' بدا يلوح في الأفق بالنسبة للطلبة، على خلفية العدد الهائل من الناجحين في شهادة البكالوريا الذي سيخلق من دون شك أزمات في الإيواء، النقل والإطعام، فضلا عن تداعيات توجيه الطلبة والتي ستظهر آثارها حتما خلال الموسم الدراسي. ميزة الدخول الجامعي للموسم الحالي خلافا للمواسم السابقة تتعلق بخضوع كافة المؤسسات الجامعية لعملية التقييم التي تنقسم إلى شقين: أولهما داخلي يتم على مستوى المؤسسة ذاتها، حيث ستسهر هذه الأخيرة على الامتثال لدفتر أعباء يحدد بالتفصيل معايير الكفاءة والجودة على غرار نسبة النجاح ومعدل السنوات التي يمضيها طلبة الجامعة للتخرج، بالإضافة إلى عدد ونوعية التربصات العملية وغيرها. أما الشق الثاني من التقييم فهو ذو بعد وطني تتكفل به اللجنة الوطنية لتقييم التعليم العالي واللجنة الوطنية لتقييم البحث العلمي، وهما الهيئتان اللتان ستشرعان في عملهما هذه السنة بعد استحداثهما ضمن القانون التوجيهي للقطاع الذي تمت المصادقة عليه سنة .2008 وأبرز الاتحاد الطلابي الحر تشاؤمه حيال الموسم الجامعي الجاري. ونقل المكلف بالإعلام في التنظيم، عبد الله عياش، قلقه من الانعكاسات الخطيرة التي ستترتب عن سوء توجيه الطلبة ورفض رغباتهم، حيث أوضح بأن 10 آلاف طالب على الأقل لم يتحصلوا على إحدى الرغبات العشر الأولى في بطاقة التخصصات، بينما يشكو عدد كبير من الطلبة الحاصلين على معدلات عالية في شهادة البكالوريا من حرمانهم حق الظفر بالرغبة الأولى أو الثانية. والأسوأ، يتابع مصدرنا، الفوضى التي سادت عملية التحويلات التي بقيت مفتوحة ''نظريا'' بين 15 و20 سبتمبر الماضي. والحقيقة أن الواقع الميداني يثبت بأن معظم طلبات التحويل لم تلب. هذا الوضع سينعكس، حسب مصدرنا، على التحصيل البيداغوجي لهؤلاء الطلبة، غير مستبعد تسجيل حالات رسوب مع نهاية السنة، فضلا عن التخلي المحتمل للكثير منهم عن الدراسة أو لجوئهم بكل بساطة إلى تجميد السنة الدراسية وإعادة امتحان البكالوريا. وعلى الصعيد البيداغوجي دعا المتحدث إلى توفير الإمكانيات المادية لأجل فتح أقسام الماستر والدكتوراه على مستوى كافة الجامعات بغرض التخفيف من معاناة طلبة أل. أم. دي، وكذا العدول عن قرار تقليص عدد المناصب والتخصصات في الماجستير والذي كان له أثر بالغ على نفسية طلبة النظام الكلاسيكي. ومن جانبه أبدى الأمين العام للاتحاد العام للطلبة الجزائريين، منذر بودن، تخوفه من تكرار مشاهد الطوابير الطويلة في المطاعم الجامعية، وقال بهذا الصدد بأن المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية أكد في لقاء جمعه بقيادة ذات التنظيم النقابي تعميم البطاقة المغناطيسية في المطاعم، وهذا الإجراء الجديد سيوقف، حسب المتحدث، استنزاف ميزانية الإطعام من حيث أنه سيفتح المجال لمراقبة العملية وعدد الوجبات المستهلكة يوميا ومقارنتها مع ما هو مدون في السجلات الإدارية. أما عن مشكل النقل الجامعي اعترف ذات المسؤول بأن عددا من المديريات نجحت إلى حد ما في معالجته، لكن أكثرها ما يزال يتخبط في معضلة نقل الطلبة خلال أوقات الذروة، أي الثامنة صباحا والخامسة مساء، علما أن سن الحافلات الذي يتجاوز أحيانا العشرين سنة يتسبب هو الآخر في متاعب للطلبة الذين يتغيبون في بعض المناطق من الوطن عن الامتحانات نتيجة هذه الأوضاع.