الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، غدا، إلى جنوب لبنان، تحمل في طياتها رسالة واضحة لإسرائيل التي هددت أكثر من مرة بالاعتداء على المفاعل النووي الإيراني ولوحت بحرب شاملة على حزب الله. يقوم حزب الله، منذ يومين، بحملة تجنيد مناضليه لاستقبال أحمدي نجاد في طريق المطار، وضرب أمينه العام نصر الله موعدا لمناضليه في الصباح الباكر لاستقبال حليفه نجاد بحشود شعبية هائلة في الطريق الذي يسلكه نجاد. وقال نصر الله إن نجاد لن يأتي إلى زيارة للحدود ''ليرمي حجرا'' على إسرائيل، لكنه أضاف: ''إذا سألني، أقول: أنت ترمي أكثر من حجر''. وتأتي الزيارة في ظرف طبعته تداعيات ملف اغتيال الحريري والاتهامات الموجهة لحزب الله، إذ تناقش، اليوم، الحكومة اللبنانية الملف على ضوء استجابة سوريا لنداء جميل السيد بفتح ملف ''شهود الزور'' وملاحقة المتهمين. ويري المحللون أن خشية حزب الله من تحوله إلى ''تنظيم إرهابي'' واضحة في حال إدانته قضائيا وسياسيا، لكن ذلك يبقى مستبعدا نظرا لثقل الحزب في المشهد السياسي اللبناني. والوقائع تقول إن نجاد لن يأتي في زيارة عابرة. بل يأتي حاملا رسالة قويا لإسرائيل التي هددت بقصف مفاعله النووي وتحضر لشن حرب شاملة على حزب الله لرد الاعتبار لجيشها الذي هزم في 2006 على يد حزب الله. ويأتي نجاد مدركا أن تجريد حزب الله من سلاحه سوف يعري ظهره. لذا يسبق الأحداث ليقول لإسرائيل إن النيل من حزب الله لن يكون سهلا وإن إيران معنية بالدرجة الأولى من أي اعتداء يستهدف حليفه الطبيعي في المنطقة. أما السيناريو الأول الرامي إلى قنبلة إيران قبل مهاجمة حزب الله فيبدو ضئيلا، نظرا لصعوبة الرهان على المغامرة. إذ يعتبر المتابع للحدث الإيراني أنه لو كان في وسع إسرائيل ضرب إيران لفعلت دون تردد. ويرى معارضو حزب الله في لبنان أن الزيارة استفزازية، كما اعتبرتها واشنطن كذلك، وقد بذلت جهدا كبيرا في محاولة إبعاد سوريا عن إيران. وتبدو دمشق في راحة كبيرة على ضوء التطورات في منطقة الشرق الكبير، على خلفية أن دفع عجلة التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي ليس في الواقع بتفاوض، من وجهة نظر سورية.