ينتظر أن يكشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم عما اسماه "بأخبار نووية سارة " للشعب الإيراني بمناسبة اليوم الوطني للطاقة. وقال الرئيس نجاد "أن الشعب الايراني سيطلع مرة أخرى يوم غد على الإنجازات المحققة في مجال الصناعة النووية وسيشعر بالفخر لأنها ستعزز قدرته وقوته". وينتظر ان يقوم الرئيس الإيراني بزيارة تفقد للمنشآت النووية لبلاده في وسط البلاد حيث يوجد مفاعل ناتنز الذي تثار من حوله ضجة دولية بخصوص حقيقة الأبحاث التي تجرى فيه وما إذا كانت لأغراض سلمية أو عسكرية كما تصر الولاياتالمتحدة على ذلك. ولم يفوت الرئيس الإيراني أمس التأكيد أن بلاده لا تبحث أبدا عن امتلاك أسلحة نووية. وجاءت تأكيدات الرئيس الإيراني في رد مباشر على تصريحات للرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي خير أول أمس إيران بين السلاح النووي وبين مستقبل زاهر لشعبها. وقال الرئيس أحمدي نجاد باتجاه الرئيس الأمريكي لقد قلتم بأنه من حق ايران امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية ولكن ليس امتلاك القنبلة وأنا أقول لكم أن الأمة الإيرانية لم تسع أبدا من اجل امتلاك القنبلة النووية لأن عهد القنابل والجيوش قد ولى". ووضعت تصريحات الرئيس الإيراني في سياق اللهجة المعتدلة التي ما انفك الرئيس الأمريكي يستعملها في خطاباته كلما تعلق الأمر بالملف النووي الإيراني على عكس الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي ضغط بكل الوسائل وهدد باللجوء إلى استعمال القوة العسكرية من اجل إرغام إيران على التراجع عن برنامجها النووي. وكان الرئيس الأمريكي عبر في العشرين من الشهر الماضي عن إرادته من اجل طي صفحة ثلاثين سنة من العلاقات المتوترة ولكن السلطات الإيرانية أكدت أنها تلقت الرسالة وتنتظر الملموس من خلال خطوات عملية ومنها رفع القيود والعقوبات ورفع الحجز على الأموال الإيرانية المودعة في البنوك الأمريكية منذ عهد الشاه. وقال الرئيس نجاد باتجاه اوباما اذا كنتم تتحدثون عن تغيير فما عليكم إلا تغيير طرق تعاملكم ولهجتكم مع ايران" واذا كنتم مددتم يدكم باتجاه بلدنا وكنتم صادقين في ذلك فإن ردنا سيكون كذلك وإلا فإن ردنا سيكون نفسه الذي انتهجناه بالنسبة للرئيس جورج بوش". والمؤكد أن لغة الود هذه لا يمكن الحكم عليها إلا بعد معرفة حقيقة الأخبار النووية السارة التي سيقدمها الرئيس نجاد لشعبه ولكنها سيكون لها صدى في واشنطن ولدى الرئيس اوباما شخصيا الذي سوف لن يتأخر في الرد سواء بالإيجاب أو بالسلب وحينها يمكن الحكم على مستقبل العلاقة بين البلدين.