أثارت الزيارة المرتقبة الشهر المقبل للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى لبنان جدلا حادا ليس فقط في بيروت بل حتى في إسرائيل التي نظرت إليها بعين الريبة والشك.ومن المقرر أن يجري الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة إلى بيروت يومي 13 و14 من شهر أكتوبر المقبل هي الأولى له إلى لبنان منذ توليه الرئاسة عام .2005 وسيجري الرئيس نجاد مباحثات مع القادة اللبنانيين في مقدمتهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري. وقالت مصادر سياسية في بيروت انه من المتوقع أن يلتقي الرئيس الإيراني بالسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي تتهمه إسرائيل ومعها الولاياتالمتحدة بأنه حليف لطهران التي تزوده بالسلاح. كما من المتوقع أن يزور الرئيس الإيرانيجنوب لبنان مع الحدود الإسرائيلية ويتفقد كل من قرية قانا التي كانت هدفا لغارات إسرائيلية مميتة عامي 1996 و2006 وأيضا قرية بنت جبيل الواقعة 5 كيلومترات فقط على الحدود مع إسرائيل والتي شهدت معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر المقاومة اللبنانية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. لكن الإعلان عن هذه الزيارة لاقي انتقادات حادة من قبل مسؤولي الأغلبية النيابية التي يقودها حزب المستقبل بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري حيث اعتبر فارس سوعيد المنسق العالم لتحالف ''14 مارس'' أنها ''رسالة للقول بأن إيران متواجدة في الحدود مع إسرائيل''. وأضاف أن الرئيس نجاد ''ومن خلال هذه الزيارة يريد أن يقول أن بيروت منطقة واقعة تحت التأثير الإيراني وأن لبنان قاعدة إيرانية في منطقة المتوسط''. وينتقد فريق 14 مارس الذي يحظى بدعم الغرب والولاياتالمتحدة بما يعتبره بالتدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية والتقارب بين طهران وحزب الله الشيعي مما يجعل زيارة الرئيس نجاد تأخذ أبعادا إقليمية وحتى دولية. وقد سارعت إسرائيل إلى انتقاد هذه الزيارة بعدما نظرت إليها بعين الريبة والشك بحيث لم تخف قلقها وقال المتحدث باسمها إنه ''وبحسب المعلومات الخاصة بهذه الزيارة فإن أحمدي نجاد يحضر إلى جولة حقيقة ذات أهمية بالغة من خلال مراقبة مجاله''. والمفارقة أن المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث وكأن لبنان جزء من إسرائيل اعتبر زيارة نجاد إلى بيروت تمس باستقرار لبنان وكامل منطقة الشرق الأوسط وتناسى أن إسرائيل هي التي تعمل على توتير الأوضاع في كامل المنطقة عبر اعتداءاتها وهجماتها المتكررة على الأراضي الفلسطينية ولبنان. ويأتي الإعلان عن زيارة الرئيس نجاد إلى بيروت في الوقت الذي يشرع فيه الرئيس السوري بشار الأسد اليوم في زيارة رسمية إلى إيران لبحث مستجدات الوضع إقليميا ودوليا والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتأتي زيارة الرئيس الأسد لطهران ردا على الزيارة التي قام بها الرئيس أحمدي نجاد شهر مارس الماضي إلى سوريا والتي تم خلالها توقيع اتفاقية إلغاء سمات الدخول بين البلدين.