قال تعالى: ''وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ'' آل عمران 102، أمرٌ منه سبحانه بالموت على الإسلام، وهو دين الله الّذي أخبر في كتابه أنّه الدِّين عنده، وأنّه لا يُقبَل من أحد سواه، وأنّه الدِّين الّذي رضيه لرسوله ولعباده المؤمنين، فقال تعالى: ''إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَم'' آل عمران19، وقال تعالى: ''وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرينَ'' آل عمران 85، وقال تعالى: ''الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا'' المائدة.3 وليس يقدر الإنسان على أن يميت نفسه على الإسلام، ولكن قد جعل الله له سبيلاً إلى ذلك إذا أخذ به كان قد أتى بالّذي هو عليه، وامتثل ما أمره به، وهو أن يختار الموت على الإسلام ويحبّه ويتمنّاه، ويعزم عليه، ويكره الموت على غيره من الأديان، ولا يزال داعيًا متضرِّعًا وسائلاً من الله أن يتوفّاه مسلمًا. وبذلك وصف الله أنبياءه والصّالحين من عباده فقال مخبرًا عن يوسف بن يعقوب عليهما السّلام: ''أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ'' يوسف 101، عون السّحرة حيث آمنوا فتوعّدهم فرعون بالعقوبة: ''رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ'' الأعراف 126. وحكى الله تعالى عن إبراهيم عليه السّلام أنّه أوصى بنيه، وعن يعقوب أنّه أوصَى بنيه عليهم السّلام بالموت على الإسلام، فقال تعالى: ''وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُون'' البقرة.132