وصل المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، إلى الجزائر، في مستهل جولة مغاربية ستقوده أيضا إلى كل من مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف ثم إلى المغرب ليختتمها بموريتانيا، في مسعى جديد يهدف إلى تحريك مسلسل المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليساريو، الذي وصل إلى طريق مسدود. واستقبل روس، أمس، بمطار هواري بومدين الدولي الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل. وسيتباحث روس مع المسؤولين الجزائريين حول المستجدات التي تعرفها القضية الصحراوية بحكم أن الجزائر دولة جارة لطرفي النزاع، وكذا عضو ملاحظ في المفاوضات التي انطلقت في جوان 2007 تحت قيادة الوسيط السابق المستقيل بيتر فان فالسوم في جولاتها الأربعة، وكذا الجولتين غير الرسميتين اللتين قادهما روس، واللتين لم تفضيا إلى حد الآن إلى أي تطور في الملف. وتأتي زيارة روس، حسب الناطق الرسمي للأمين العام الأممي، بهدف عقد: ''مشاورات مع طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب والدول المجاورة: الجزائر وموريتانيا. وذلك تحسبا لسلسلة الاجتماعات غير الرسمية المقبلة المقررة في نوفمبر .''2010 وعكس فالسوم، فلم يقم روس إلى حد الآن بعقد مفاوضات رسمية، بل انتهج طريق المفاوضات غير الرسمية التي عقدت مرتين في فيينا النمساوية ونيويورك الأمريكية. وينتظر أن يعقد جولة مماثلة في نوفمبر بهدف التوصل إلى أرضية يمكن أن تكون فاتحة لعقد مفاوضات مباشرة جدية يتناقش فيها الطرفان بمقترحاتهم. وكان روس قد حمّل المغرب فشل المفاوضات التي عقدت بسبب رفضها القاطع مناقشة المقترح الصحراوي لحل النزاع، عكس ما سلكته البوليساريو، التي كانت أكثر مرونة وقبلت بمناقشة المقترح المغربي. وجاءت اتهامات روس في رسالة سرية وجهها إلى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية في جويلية الماضي، والتي حذر فيها من خطورة بقاء الوضع على نسقه الحالي الذي يميزه الجمود. الجيش المغربي يمنع دخول قوات المينورسو مخيما للنازحين الصحراويين وفي الوقت الذي يسعى روس لتحريك المفاوضات من أجل التوصل إلى حل متفق عليه ينهي النزاع، ويضع حدا للمأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون بمخيمات تندوف منذ أكثر من 35 سنة، وكذا انتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة في الإقليم المحتل من الصحراء الغربية من قبل المغرب، والتي صدرت بخصوصها العديد من التنديدات من قبل المنظمات الحقوقية الدولية، تعيش المناطق المحتلة وضعا غير مسبوق بعد أن نزح آلاف الصحراويين خارج المدن المحتلة، واستقروا في مخيمات للتنديد بوضعهم المعيشي السيئ والمطالبة برحيل الاحتلال المغربي. وفي آخر التطورات، اعتقلت قوات الأمن المغربية خمسة شبان صحراويين ممن نزحوا خارج مدينة السمارة بالصحراء الغربيةالمحتلة، بعد أن قامت باقتحام مخيماتهم التي تعرضت للتخريب خلال عملية الاقتحام. وأشارت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية، في بيان لها نشره الموقع الإلكتروني لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين إلى ''أن عملية التخريب التي قامت بها السلطات المغربية لمنع الصحراويين من التعبير عن رفضهم احتلال الصحراء الغربية، رافقتها حملة من الاعتقالات في صفوف المحتجين، حيث تم إلقاء القبض على كل من: بلح بهاها، عزيز حيدان، بابيت عمار، خليهن باهية، شريط محمد، وهم لا يزالون قيد الاعتقال''. وفي لعيون المحتلة يقول بيان الوزارة بأن: ''مخيم الاستقلال للنازحين الصحراويين عاش، ليلة الجمعة، حالة من الرعب والهلع، خاصة وسط النساء والشيوخ والأطفال، بعد أن حاولت ثلاث سيارات بقيادة ضباط سامين من الجيش المغربي الدخول إلى المخيم لكن اضطروا إلى الانسحاب بعد أن منعهم شبان صحراويون من الدخول''. وذكر ذات البيان بأن: ''ثلاث سيارات تابعة للمينورسو منعت من دخول المخيم والاطلاع عليه عن قرب، من طرف قوات الدرك الملكي التي طردتهم وأجبرتهم على العودة إلى مدينة العيونالمحتلة''.