يقوم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، كريستوفر روس، بزيارة خلال الشهر الجاري إلى منطقة المغرب العربي ومخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف من أجل الإعداد لجولة جديدة من المباحثات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو تحسبا لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة التي توقفت في ربيع 2008 بسبب انحياز المبعوث الأممي السابق بيتر فان فالسوم للطرح المغربي القائم على فكرة »الحكم الذاتي«. قالت مصادر بالأمم المتحدة حسب ما نقلته صحيفة »القدس العربي« إن هناك احتمالا كبيرا بشأن زيارة كريستوفر روس للرباط والجزائر ونواكشوط ثم مخيمات اللاجئين الصحراويين تندوف علاوة على مدريد في محاولة لتحريك ملف مفاوضات مستقبل الصحراء الغربية. ويرغب كريستوفر روس هذه المرة في إقناع طرفي النزاع الصحراوي، المغرب والبوليساريو، بقبول مفاوضات رسمية من دون شروط مسبقة، أي عدم تمسك المغرب بمخطط الحكم الذاتي وعدم اشتراط البوليساريو مبدأ تقرير المصير مسبقا. ويرى المبعوث أنه في حالة عدم الاتفاق، قد تكون هناك جولة ثالثة غير رسمية ولكنها ستكون الأخيرة من نوعها على أن يتم الانتقال بعدها إلى مفاوضات رسمية أو إعلان فشل المفاوضات ودفع مجلس الأمن بالأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات جديدة. وأبرزت المصادر أن المنطق يستوجب أن تكون الجولة الثالثة رسمية وإلا سيتحتم إعلان فشل آلية المفاوضات المباشرة لتفادي السقوط في حلقة مفرغة أو دوامة لا تنتهي من اللقاءات. وكان كريستوفر روس قد أجرى جولتين غير رسميتين، الأولى في النمسا في أوت الفارط والثانية في نيويورك شهر فيفري الماضي دون حصول أيّ تقدم باستثناء بعض الجوانب التقنية مثل تكثيف زيارات العائلات لكن لم يسجل أي تقدم في جوهر النزاع، أي التصور السياسي للحل بين مقترح الحكم الذاتي ومبدأ تقرير المصير. وترغب قيادة البوليساريو في الاستفادة من الدعم الذي حصل عليه ملف حقوق الإنسان في القمة المغربية الأوروبية في غرناطة نهاية الأسبوع الماضي، حيث طالب الأوروبيون الرباط بضرورة التقدم في احترام حقوق الإنسان خاصة في الصحراء الغربية. وتنوي قيادة البوليساريو مطالبة المفوضية الأوروبية بتشكيل لجنة تراقب مدى تطبيق المغرب لهذا المطلب في الصحراء الغربية. وعلاقة بملف حقوق الإنسان، فقد شكل موضوعا للجدل في البرلمان الإسباني صباح،أول أمس ، حيث طلبت الأحزاب من وزير الخارجية ميخيل أنخيل موراتينوس الضغط على المغرب لكي يحترم الحقوق في الصحراء الغربية.