فتاة تسأل عن حكم الشّرع في أبيها الذي يريد إجبارها على الزواج بشخص لا ترغب فيه؟ - إنّ الشّريعة الإسلامية وضعت خطوات متأنّية لمَن يرغب في الزواج قبل الإقدام عليه حتى يكون تجربة ناجحة مثمرة محقّقة للمقاصد المرجوة منها، من بين تلك الخطوات: اللقاء بين العائلتين، وسؤال كلّ عائلة عن سيرة الأخرى، ثمّ النّظر ثم الخِطبة والعقد، ثمّ يأتي بعد ذلك العرس والبناء، بيانًا لعظم العلاقة الزوجية. فللفتاة الحق في النّظر لمَن خطبها، وعلى وليّها أن يستأذنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ''البِكر يستأذنها أبوها'' أخرجه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلم: ''لا تنكح الأيّم حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن، فقالوا يا رسول الله: فكيف إذنها؟ قال: أن تسكت'' أخرجه البخاري ومسلم. وروى أبو داود وابن ماجه وابن عباس رضي الله عنهما جميعًا: ''أنّ جارية بكرًا زوّجها أبوها وهي كارهة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أنّ أباها زوّجها وهي كارهة، فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم. أما النّظر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإنّ ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما'' أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما، وهو حديث حسن. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أنّه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''انظر إليها فإنّه أحرى أن يُؤدَم بينكما'' أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وهو حديث صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رجلاً ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خطب امرأة له رضي الله عنه: ''أنظرتَ إليها؟ قال: لا، قال: اذهب فانظر إليها'' أخرجه مسلم. على أن تحترم الضوابط الشرعية في النظر من عدم الخلوة، وعدم إظهار ما لا يدعو الرجل من الفتاة إلى نكاحها. وهذا إثبات الشّريعة الإسلامية لحقوق المرأة من ولادتها إلى أن تصير زوجة وأمًّا، خلافًا للأديان الأخرى التي لم تعط للمرأة سوى ما يجعلها سلعة رخيصة تتاجر بها الذئاب البشرية من عبّاد الشّهوات، حيث دعوها للسفور والتبرج والعري والإباحية وغير ذلك، مما تأباه النفس الطاهرة، ومن المحزن حقًا أن تقع النّساء المسلمات في شِراك أعداء الدين، والله المستعان. امرأة تسأل عن حكم قيامها برعاية أمّها أو أمّ زوجها أو والد زوجها، وقد تضطر إلى غسل عوراتهم لكونهم عاجزين عن الحركة؟ - إنّ هذا الإحسان الذي أمرنا به، خاصة إذا كان العاجز أبًا أو أمًا لك، فإنّه يجوز خدمتهما وتؤجرين إن شاء الله على ذلك، إلا أنه ينبغي التحرز من كشف العورة والنظر إليها خاصة المغلظة. فإن كان العاجز حتّى من غسل سوءته، فإنّه يجوز لك غسلها بحائل ودون النّظر إليها، ولو كان أبَا زوجك. ولك عند الله ثواب كبير إن أخلصت النيّة لله سبحانه وتعالى في الإحسان لهذا الكبير العاجز، خاصة إذا لم يوجد رجل يقوم مقامك، والله أعلم.