جرت العادة في مجتمعنا أن يطلب الرجل يد الفتاة للزواج لكن الواضح أن الخوف من العنوسة وسوء الأوضاع الاقتصادية لكثير من الشباب ساهم في ظهور هذا النوع من الزيجات التي أخذت فيها المرأة زمام الأمور ووضعت العادات والتقاليد جانبا وتقدمت لطلب الزواج من الرجل في خطوة ابتعدت كثيرا عن المألوف. يعتمد المجتمع الجزائري في قراراته على العديد من الطقوس والتقاليد التي ألزم أفراده على إتباعها دون اعتراض وان حدث ذلك لا يتردد المجتمع في إصدار أحكامه القاسية على المخالفين حتى وان لم تخالف قراراتهم الشريعة الإسلامية كطلب الفتاة يد الرجل لزواج وان كان الدين لم يمنعها من ذلك فان المجتمع وضع أحكامه المسبقة لكل من تقوم بهذه المبادرة والمجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات العربية يملك العديد من البروتوكولات التي يصعب الفكاك منها وقد تعود على أن يتقدم الشاب لخطبة الفتاة لا العكس والملاحظ أن بعض الفتيات قبلن أن يلعبن هذا الدور ويقلبن المشهد لأسباب عدة تختلف من فتاة لأخرى فبين رغبة الكثيرات في إكمال نصف دينهن وخوفهن من العنوسة التي بدأت تمس شريحة واسعة من الفتيات في مجتمعنا بلغت حدود التسعة ملايين عانس و الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها الشباب وتكاليف الأعراس الجزائرية الباهظة أصبح أمر تقدم الفتاة لطلب يد الرجل للزواج حلا ضروريا خاصة وأن اغلب المتقدمات لطلب الزواج موظفات ويملكن أساسيات بناء بيت الزوجية لا أميل لفكرة أن تعرض الفتاة نفسها للزواج تقول سليمة موظفة في التاسعة والعشرين من عمرها هذا متعلق بطبيعتي الشخصية لسببين أولهما لا يمكنني تصور نفسي في هذا الموقف ابدأ وثانيا أنالا أملك الجرأة أبدا للقيام بذلك فمهما بلغ إعجابي برجل لن أجرؤ على مفاتحته في الموضوع ثم إن المجتمع الذي نعيش فيه بعاداته وتقاليده لا يسمح بحصول مثل هذه الأمور وتضيف ربما لن أقوم أنا بمثل هذا الأمر لكني أعرف فتيات تزوجن بهذه الطريقة لكن القاسم المشترك الذي جمعهن هو تقدمهن في السن دون أن يتقدم أحدا لخطبتهن كما أن جميعهن يملكن وظائف وعدد منهن يملكن سكنات خاصة بهن ومع أن المجتمع لا يقبل بسهولة بمثل هذه الخطوات الجريئة إلا أنهن قررن فعل ما رأيناه مناسبا لهن قبل أن يفوتهن قطار العمر تغير نمط الحياة ساهم في تغير الذهنيات سألنا الشباب حول إمكانية قبولهم عرض فتاة تتقدم لخطبتهم فأكد حميد طالب بكلية الطب أنه يحترم قرارات كل إنسان فللفتاة الحق في التعبير عن آمالها وطموحاتها بالشكل الذي تريد ولا أرى فرقا بينها وبين الرجل في التعبير عن رغبتها في الارتباط بمن تريد أما فتحي 30سنه فيقول أننا تعودنا على الطريقة التقليدية في الزواج أي أن يطلب الرجل المرأة لكن الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها الشباب جعلتهم لا يرفضون فكرة الزواج بهذه الطريقة التي تخفف عنهم أعباء الزواج الثقيلة كما يحاول الكثير من الآباء البحث عن عريس لبناتهم وان عثروا على شاب يتمتع بصفات حسنة وخصال حميدة لا يترددون في إقناعه بالزواج من إحدى بناتهم مطبقين المثل الشعبي القائل اخطب لبنتك وما تخطبش لابنك خاصة وأن مجتمعنا يتقبل نوعا ما مثل هذه الخطوات ول يراها عيبا أو إنقاصا من قيمة المرأة وكثير من الفتيات تم تزويجهن بهذه الطريقة التي تنتشر في المجتمع ولا يجد الباحثون عن زوج لبناتهم أي حرج فيها يقول عمي حسن انه يوافق هذا المثل كثيرا فهو يؤمن للفتاة زوجا من اختيار والدها يعرفه بدقة فلا يمكن للأب أو الأخ أن يدفعا الفتاة إلى الزواج بشخص غير كفء فهم في الغالب يختارونه لخصاله الحميدة وقدرته على الاستقرار وبناء أسرة يرى الأستاذ محمد مشنان أستاذ الشريعة الإسلامية أنه لا بأس من أن تسعى الفتاة لتزويج نفسها لأن الشرع لا يعارض ذلك ويضرب مثلا بعرض السيدة خديجة رضي الله عنها الزواج بالرسول صلى الله عليه وسلم لكن الأصل وما تعودنا عليه هو أن يطلب الرجل الزواج من المرأة مع أن العكس غير محرم على أن يتم في حدود الحياء والعادات والتقاليد أما السيد علي قاسي باحث اجتماعي فيرى أن على المرأة ألا تتسرع في اتخاذ مثل هذا القرار وعليها التأكد من حسن اختيارها للشخص الذي ترغب في الارتباط به حتى لا تحصل على نتائج سلبية ومؤلمة لأن مجتمعنا لم يتقبل بالقدر الكافي فكرة أن تطلب الفتاة الرجل للزواج