أعلنت الجزائر، أمس، أن نشاطها الدبلوماسي للفترة القادمة سيركز على خمسة ملفات رئيسية، تقول إنها تمثل ''أولويات'' انتشارها وتأثيرها في الساحة الدولية من خلال تكثيف التحركات والتشاور المستمر مع الدول والهيئات الفاعلة في المجتمع الدولي. جاء الكشف عن خريطة الطريق الجديدة للدبلوماسية الجزائرية من طرف وزير الخارجية، مراد مدلسي، أمس، بالعاصمة، حيث أكد أن الحركة الدبلوماسية التي أجراها رئيس الجمهورية هذا العام تأتي في ظرف يتميز بانشغال الجزائر إزاء ''السلم والأمن الدوليين''. وقال مدلسي في في مداخلة له خلال افتتاح دورة ندوات موجهة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الذين تم تعيينهم مؤخرا، أن الجزائر منشغلة بمسألتي ''السلم والأمن الدوليين''، مذكرا في هذا الصدد ب''مكافحة الإرهاب على وجه الخصوص وتدعيم اللائحة 1904 لمجلس الأمن الأممي وقضية الصحراء الغربية وكذا الوضع السائد بمنطقة الشرق الأوسط وفلسطين''. في نفس الاتجاه، ركز الوزير على ''القضايا متعددة الأطراف الكبرى منها نزع السلاح وإصلاح منظومات بروتون وودز وإصلاح منظمة الأممالمتحدة، إضافة إلى إشكالية التغير المناخي عشية انعقاد قمة كانكون''. وعلى الصعيد الوطني أوضح السيد مدلسي أن ''الجزائر شهدت تغيرات عميقة مما سمح بتحسن الوضع الأمني وتعزيز الاستقرار السياسي ومباشرة إصلاحات قطاعية جوهرية''. في هذا الخصوص ذكر بورشات الإصلاح التي فتحت خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث أشار مدلسي إلى إصلاح قطاعي العدالة والمنظومة التربوية إلى جانب ''التطور الذي عرفه قطاع المنشآت القاعدية وتحسن المؤشرات الرئيسية، إضافة إلى تحقيق النمو وتخفيف المديونية الخارجية واستقرار احتياطي الصرف الأجنبي...''. كما ذكر مدلسي أن الحركة التي عرفها السلك الدبلوماسي الجزائري هذه السنة شملت 27 منصبا ديبلوماسيا، منها 19 منصب سفير و6 قناصل عامين وقنصلين (2) اثنين، مبرزا تعيين أربع نساء ديبلوماسيات في إطار هذه الحركة. وصرح الوزير بهذا الخصوص أن الأمر يتعلق ب''سابقة منذ استقلال البلد'' إلا أنه أقر بأن العدد الحالي للنساء الديبلوماسيات يبقى ''غير كاف''. وبتعيين 4 نساء في مناصب ديبلوماسية سامية بالخارج، فإن وزارة الشؤون الخارجية ترفع عددهن إلى 7 ديبلوماسيات. وبخصوص التوزيع الجغرافي للمناصب المعنية، أشار السيد مدلسي أن هذه الحركة مست 10 بلدان إفريقية، منها بلدان بمنطقة المغرب العربي وهما المغرب وتونس، وبلدين عربيان غير إفريقيين و8 بلدان أوروبية و5 بلدان أمريكية وبلدان من آسيا وأوقيانوسيا. من جهة أخرى، أوضح السيد مدلسي أنه في إطار هذه الحركة تم فتح قنصليتين عامتين بكل من نيويورك وبرشلونة.