في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها بعد انقطاع دام أكثر من خمس سنوات، حل الرئيس المصري حسني مبارك أمس بالولاياتالمتحدةالأمريكية ، وهي الزيارة التي أثارت عدة تساؤلات من بينها القضية المثيرة للجدل، الملف النووي الإيراني الذي أضحى هاجسا يقلق محور الاعتدال من العرب بعد تفوق إيران في مجال التكنولوجيا النووية، لاسيما في ظل الدبلوماسية" اللينة" التي تستخدمها واشنطن حيال طهران، إلى جانب الدور الإقليمي لمصر في المنطقة الذي يشهد تراجعا كبيرا . يرى المراقبون أن زيارة الرئيس المصري حسنى مبارك لواشنطن، لن تكون كسابقاتها باعتبارها الأولى من نوعها منذ 5 سنوات، كما أنها تأتي في أعقاب فترة من التوتر ي علاقات البلدين خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. حيث يعمل الطرفان المصري والأمريكي في واشنطن على تحسين العلاقات بينهما، لا سيما وأن مصر تعتبر أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. الأمر الذي أدى بالرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى توجيه خطابه التاريخي للعالم الإسلامي في جوان الماضي، وهو الخطاب الذي يرى فيه المحللون بأنه بمثابة تهدئة وطمأنة الجانب المصري، فيما يخص الدبلوماسية التي تنتهجها أمريكا حيال إيران . الدور المصري بعدما كان فعالا في الماضي، أضحى في السنوات الأخيرة، غير فاعل عربيا، إفريقيا ودوليا، لأن النظام المصري بانتهاجه هذا الدور كان يريد الحفاظ على السلطة واستقرارها، إذ أن دوره بات محصورا فقط في التوسط من أجل الإفراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط لدى حركة حماس وكذا الإبقاء على حصار غزة ومنع وصول الأسلحة إلى المقاومة الإسلامية فيها، فالحوار الفلسطيني الذي كان يعقد في كل مرة في القاهرة قشل والرهان المصري على جماعة 14 مارس في لبنان ثبت عدم دقته بعد خروج الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من بين صفوفها، وغياب مصر عن دائرة الفعل في القارة الإفريقية، أدى إلى تحرك جدي وبتحريض اسرائيلي، من قبل دول حوض النيل، لتخفيض حصة مصر من مياهها . القمة التى جمعت أمس بين الرئيسين مبارك وأوباما في البيت الأبيض والتي تعتبر الثالثة من نوعها على مدى ثلاثة أشهر متتالية، تظهر جليا الحرص المشترك على تكثيف التنسيق والتعاون بشأن القضايا الإقليمية في المنطقة، خاصة الدور المصري بين اسرائيل وفلسطين إلى جانب ملف إيران النووى والأمن الإقليمى، اللذان كانا أيضا على رأس القضايا التى بحثها الرئيس حسنى مبارك مع نظيره الأمريكى باراك أوباما فى واشنطن . إذ يوضح المراقبون أن هناك مخططا أمريكيا لإقامة مظلة دفاع أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أنه بتاريخ 22 جويلية الماضي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لتايلاند،" أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتعزيز دفاعات شركائها الإقليميين للتصدي لخطر الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن على إيران أن تفهم أنها لن تكون أكثر أمانا إن نشرت الولايات الولايات المتحدة مظلة دفاعية في المنطقة". كما يرى المحللون السياسيون في هذا الصدد، أن أوباما يحتاج بشدة للرئيس مبارك للتصدي لخطر الملف النووي الإيراني وإنقاذه من مستنقع العراق، من خلال عقد صفقة مع القاهرة تتجاهل نقاط الخلاف الجوهرية بين البلدين وتركز على مواجهة التحديات الجديدة، حيث كشف مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق والخبير بمعهدواشنطن لدراسات الشرق الأدنى، عن توقيع اتفاق سرى بين واشنطنوالقاهرة مؤخرا يجعل انتقال السلطة فى مصر مستقبلا آمنا ولن يصاحبه أية اضطرابات إلى جانب تزويد مصر بالأسلحة والمساعدات .