شيّع، مساء أمس، جثمان الشيخ سيد أحمد قرشي، رئيس الجمعية الثقافية الراشدية بمقبرة شرشال، بولاية تيبازة، وسط جو مهيب، بعد أن فارق الحياة جراء سكتة قلبية، أثناء تواجده بوهران، عن عمر يناهز 45 سنة. ويعد الراحل سيد أحمد قرشي واحد من الأسماء الفنية البارزة، التي سعت جاهدة إلى حماية الفن الأندلسي الأصيل من الزوال والاندثار، بأعماله المتميزة التي كانت ولا تزال شاهدة على عطاءاته، على غرار تنظيم الجمعية الثقافية الراشدية لمدينة شرشال التي يترأسها، الليالي الأندلسية صائفة كل سنة، بإكمالية يمينة عوداي، وجعلها موعدا فنيا وعائليا قارا. وكان الشيخ سيد أحمد قرشي قد شارك في الرابع من شهر نوفمير الجاري، بمعية أعضاء جمعيته، في إحياء عيد ميلاد جريدة ''الخبر'' العشرين، بتقديمهم سلسلة من الوصلات والطبوع الأندلسية استمتع بها الحضور. ولم يستطع كمال صباغ زميل المرحوم في الجمعية إخفاء تأثره الكبير لفقدانه، يقول ''سيد أحمد ليس مجرد صديق وزميل، بل هو أخ لي، فقد كان إنسانا محترما وخدوما، معروفا بانضباطه وكرهه للفوضى، حنون وعطوف، متسامح لأقصى الحدود، إنه اليوم في دار الحق، وهو المعروف بركضه وراء إعطاء كل ذي حق حقه، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه''. يذكر أن الراحل سيد أحمد قرشي من مواليد 25 نوفمبر 1965، بشرشال، أب لثلاثة أطفال، خريج المعهد العالي للموسيقى، تتلمذ بجمعية الراشدية في 1976 إلى غاية أواخر الثمانينات على يدي الأستاذين اسماعيل حاكم وامحمد العنابي، وفي سنة 1985 كان تلميذا وأستاذا في نفس الجمعية. تسلم في التسعينات مشعل الذين سبقوه، وترأس الجمعية الثقافية الراشدية لمدينة شرشال، وظل أستاذا للموسيقى بإحدى الإكماليات ببلدية سيدي غيلاس.