بدأ العد التنازلي لانطلاق فعاليات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، ومعه تزايدت وتيرة التحضيرات لهذا الموعد الهام من طرف دور النشر المشاركة في هذه الفعاليات، ومن بينها منشورات الاختلاف، التي اقتربنا من مسؤولها الكاتب بشير مفتي، للاستفسار عن جديد الدار الذي تشارك به في الصالون... كشف بشير مفتي ل"المساء"، أن منشورات الاختلاف ستشارك بأكثر من ستين عنوانا جديدا في الطبعة الرابعة عشر بالصالون الدولي للكتاب بالجزائر، موزعة على المجالات التي تهتم بها الدار، وهي الدراسات النقدية الأدبية والفلسفية الفكرية والرواية العربية والجزائرية والشعر العربي المعاصر وترجمات لكتاب ومفكرين عالميين، مثل كتاب عن ماكس فيبر وآخر عن هابرماس وديردا وادوارد سعيد وميشال فوكو وغيرهم كثير. وأفصح مسؤول منشورات الاختلاف عن بعض العناوين الأخرى التي ستشارك بها منشورات الاختلاف في الصالون الذي تنطلق فعالياته يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري، من بينها رواية "شارع إبليس" لأمين الزاوي و"يوم رائع للموت" لسمير قسيمي وروايات عربية ستكون حاضرة لأول مرة، علاوة على دراسة هامة عن ادوارد سعيد أنجزها الباحث فخري صالح وكتب عن النقد النسوي وآخر مترجم عن الفرنسية أنجزه الباحث الجزائري إبراهيم صحراوي عن الفلسفة اليوم وهو بمثابة كتاب موسوعي. بالمقابل، أشار بشير إلى مشاركة منشورات الاختلاف في كل مواعيد المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، لاعتقاده أن هذه التظاهرة تعتبر أهم حدث ثقافي بالبلد. مستطردا أن الصالون يمثل فرصة ليس فقط للتلاقي بالقراء الذين عادة يأتون من مختلف أرجاء البلد، بل هو أيضا مناسبة للاحتكاك بالمؤلفين الذين تتعامل معهم الدار والذي يقطن غالبيتهم خارج العاصمة، وستمثل هذه التظاهرة ايضا مناسبة لهؤلاء الكتاب للحصول على نسخ من كتبهم المنشورة في الاختلاف. بشير أكد أن الصالون الدولي للكتاب يعتبر تظاهرة قيمة لا يمكن تعويضها. موضحا أن لهذا السبب يتناوله الناشرون بحب كبير وانفعال شديد، لحرصهم على أن يكون مناسبة ناجحة بالفعل. مشيرا إلى أن رفض منشورات الاختلاف تغيير مكان الصالون مرده أسباب موضوعية لا غير. مضيفا انه للأسف انحرف النقاش عن مساره الطبيعي. بالمقابل، أكد مشاركة الاختلاف في إنجاح هذا العرس. ويعرّف مفتي بمنشورات الاختلاف فيقول: " أصبحت منشورات الاختلاف دار نشر مستقلة بعد أن كانت في مرحلة سابقة مغامرة ثقافية ومرتبطة بجمعية رابطة كتاب الاختلاف، ونحن نراهن على نوعية معينة من الكتب الجادة في العلوم الإنسانية وفي الأدب بكامل صنوفه من الرواية، الشعر والقصة، فرهاننا المميز، الجاد والمختلف" . ودائما في نفس السياق، يعتبر بشير أن منشورات الاختلاف بلغ إنتاجها ما يفوق 250 عنوان وهذا راجع إلى الإستراتجية التي تنتهجها الدار منذ أربع سنوات تقريبا في النشر المشترك مع كبريات دور النشر العربية بدرجة كبيرة من النضج والاحترافية. مضيفا في ذات الصدد، أن الانتقال إلى النشر المشترك جعل الدار أكثر انفتاحا على الكتاب العرب وليس فقط على الكتاب الجزائريين، إيمانا بحق القارئ الجزائري في أن تطبع الكتب الجيدة هنا وهناك، وهو ما رآه بشير خيارا قوميا عربيا أساسيا في هذه المرحلة الجديدة من ثقافتنا المحلية، التي عليها أن تحتك بالآخر العربي والأجنبي لتتطور أكثر وهذا من خلال عملية الترجمة.