تسببت ندرة أكياس الحليب التي عرفتها الجزائر العاصمة وعدد آخر من ولايات الوطن في إحداث ''أزمة فطور صباح حقيقية'' لدى العائلات الجزائرية خاصة محدودة الدخل، والتي باتت تعتمد على أكواب الشاي والتيزانة لصغارها كبديل عن الحليب، في الوقت الذي لم يعبأ ميسورو الحال بالأزمة لاعتمادهم على حليب العلب ''كانديا'' الذي يضاهي ثمن علبة منه سعر 3 أكياس حليب. يظهر أن أزمة الحليب التي تشهدها، منذ أيام، عديد ولايات الوطن، انعكست سلبا على عدد كبير من العائلات الجزائرية، فرغم الطوابير الطويلة التي نراها يوميا عبر أزقة وشوارع الجزائر العاصمة والتي يصطف عبرها رجال ونساء من مختلف الأعمار، حتى أننا وقفنا على تواجد شيوخ بذات الطوابير، لم تف الكميات القليلة من أكياس الحليب التي يوزعها الديوان المهني للحليب بالطلب. أكد لنا شيخ كان واقفا بالطابور أن صاحب محل البقالة الذي اعتاد بيعهم الحليب اكتفى بتوزيع كيسين على كل عائلة خلال مدة أزمة الحليب هذه، مضيفا أن الأوائل في الطابور يحصلون على كيسين ويحرم من يأتي متأخرا بسبب قلة العرض، وهو ما جعل الكثير من العائلات تستبدل كأس الحليب الذي تقدمه كل صباح لأطفالها ب ''كأس التيزانة''، ''فمشروب ''التيزانة'' الساخن أفضل من أن يخرج أبنائي الثلاثة من البيت ببطون خاوية''، حسب السيدة ''نجية'' التي لم يسعفها الحظ للفوز بأكياس حليب الطابور، في الوقت الذي يكتفي الكبار بفنجان القهوة. لكن في المقابل لم تكترث عائلات أخرى للأمر، بل لم تسمع أصلا عن ''أزمة الحليب'' إلا من خلال الصحف اليومية، حسب ما أكده لنا رب عائلة التقيناه بإحدى المساحات التجارية بحيدرة وهو يحمل تعبئة مكونة من 06 علب حليب ''كانديا''، لنفهم أن العائلات الجزائرية ميسورة الحال تستهلك الحليب المعلب يوميا بغض النظر عن سعره الذي تجاوز ال 75 دج، وهو الثمن الذي لا يقدر رب عائلة متوسطة الدخل على دفعه لأن السعر الإجمالي لعلب الحليب التي يقتنيها غيره يكفي لسد كل حاجيات الأسرة وليس الحليب فقط لمدة طويلة.