تجري الرئاسة المالية تحضيرات لعقد لقاء، منتصف جانفي المقبل، بوسط البلاد، يحضره أعيان الصحراء وقبائل الرحل والتوارف، في محاولة لدفعهم إلى إبعاد تهديدات الإرهاب عن شمال مالي وجنوبالجزائر، لتنتعش السياحة من جديد وينتفع من نشاطها سكان الصحراء. كشف رئيس شركة فرنسية للأسفار والسياحة عن مضمون لقاء جمعه، مؤخرا، بالرئيس المالي أمادو توماني توري، تناول إمكانية فتح نقاش واسع حول مصير سكان الساحل الذين كانوا ينتفعون من مختلف الأنشطة، بفضل إقبال آلاف السياح الأوروبيين سنويا على المناطق السياحية. وذكر موريس فروند، رئيس ''بوان أفريك'' بموقع الشركة الإلكتروني، أن الرئيس توري تعهد بعقد لقاء، في منتصف جانفي المقبل، يضم محترفي السياحة ومحبي الصحراء وزعماء القبائل وقدامى سكان الصحراء، بغرض تحسيسهم بأهمية إبعاد تهديدات الإرهاب عن الساحل، لبعث السياحة من جديد. وسيعقد اللقاء، حسب فروند، بمنطقة موبتي وسط مالي التي تبتعد حوالي ألف كيلومتر عن مناطق نشاط سلفيي ''القاعدة''. ونشر مسير ''بوان أفريك'' تقريرا عن جولة قادته، في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، إلى موريتانيا ومالي والنيجر لقياس حجم مخاطر الإرهاب وتداعياته على نشاط شركته السياحية، التي تعتبر الأولى من بين الشركات المتخصصة في نقل السياح الأوروبيين إلى صحراء الساحل. وقال: ''لقد تحدثت طويلا إلى رؤساء الدول ومسؤولي المجتمعات المدنية وإلى العساكر، وأظن أنني أملك اليوم فكرة محددة جدا عن الوضع''. وأوضح فروند أن ما سمعه في لقاءين منفصلين مع الرئيس الموريتاني والرئيس المالي ''يندرج في إطار أسرار الدولة، لا يمكنني الكشف عنه في تقريري، ولكن يمكنني القول إن محادثاتي مكنتني من فهم الرهانات السياسية والاقتصادية، ومن التفريق بين ما هو إرهاب حقيقي وما هو نشاط عصابات''. وجاء في التقرير أن الشركة السياحية التي نقلت 12 ألف سائح إلى الساحل في ,2007 ألغت رحلاتها باتجاه جنوبالجزائر وشمال مالي لموسم السياحة الصحراوية الجديد، الذي يبدأ في الخريف وينتهي في الربيع. وبرر ذلك بقوله: ''خطر التعرض للخطف بهذه المناطق حقيقي، حتى لو لم يعجب هذا الكلام محبي هذه المناطق الرائعة''. وذكر فروند أن بعض من اتصل بهم في رحلته لجمع المعلومات، قريبون من القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. مشيرا إلى أن عدم اكتراث الغرب بمعاناة سكان الصحراء ''هو بمثابة إهانة لهم وللبؤس الذي يعيشونه''. وأضاف: ''إن رحيل الهيئات الإنسانية والسياحة (بسبب الإرهاب)، ألقى بسكان الصحراء في وضعية متردية لا تطاق، في حين كانت السياحة مصدر عيشهم والحفاظ على كرامتهم''. وورد في التقرير أن شركته نظمت، العام الماضي، دورات تدريبية حول تأمين أفواج السياحة بموريتانيا، لفائدة أعوان الشركة، بالتعاون مع الجيش الموريتاني. وتم، حسبه، تحسيس الموريتانيين بخطر تسرب إرهابيين في أوساطهم. وأعلن فروند عن الإبقاء على الرحلات السياحية إلى أتار بموريتانيا وإلى موبتي وسط مالي، على أساس أن تهديدات الإرهاب منعدمة فيهما.