أكّد أعضاء في حركة تمرّد التوارف السابقة أنهم على استعداد للمشاركة في التصدّي للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل· ويتوزّع التوارف الذين يقدّر عددهم بمليون ونصف مليون نسمة، بين النّيجر، مالي، الجزائر، ليبيا وبوركينا فاسو· وحسب لجنة متابعة اتّفاقات الجزائر، فإن المتمرّدين السابقين يمكن أن يشكّلوا علاجا فعّالا ضد تنظيم ما بات يطلق عليه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الصحراء لأنهم يعرفون جيّدا المنطقة، وقال أحد أعضاء اللّجنة إنها ديارهم وهم رجال أشداء يمكّنهم التعويل على الأهالي لإبلاغهم بما يجري· وقال متمرّد سابق من التوارف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: نحن لا ننتظر إلاّ الضوء الأخضر من الحكومة المالية لطرد القاعدة من صحرائنا، وهو مثل كثيرين غيره ينتظر تدريب الوحدات الخاصّة المكلّفة ضمان الأمن في شمال مالي· وكان تقرّر إنشاء هذه الوحدات الخاصّة في اتّفاقات السلام الموقّعة في الجزائر العاصمة في جويلية 2006، من قِبل الحكومة المالية والتحالف من أجل الديمقراطية والتغيير الذي يضمّ مختلف حركات تمرّد االتوارف في مالي· وتقرّر حينها أن تشكّل الوحدات الخاصّة من متمرّدين سابقين توارف تحت قيادة الجيش النظامي المالي، وأن تتولّى تدريبها الحكومة الجزائرية حسب الاتّفاقات· وأكّد أحمد آغ أشريد وهو واحد من مئات المقاتلين السابقين في سبيل قضية التوارف المتعطّشين للانضمام إلى هذه الوحدات: نحن مستعدّون وننتظر، في أسابيع قليلة يمكننا إنهاء هذه المشكلة· ويضيف أحمد آغ بيبي المتحدّث باسم المتمرّدين السابقين والنّائب في الجمعية الوطنية في مالي أن عناصر ما بات يسمّى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يحتمون بأراضينا التي نعرفها جيّدا، وإذا ما تمّ تسليحنا فإنه سيكون بإمكاننا أن ننهي أمرهم بسرعة، وهو ما يمثّل رسالة واضحة تعني أن التوارف قد أعلنوا الحرب على أتباع درودكال المنضوين تحت لواء الجماعة السلفية للدّعوة والقتال التي تسمّي نفسها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي· وأضاف أن الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل تريد أن تلطّخ صورة منطقتنا، ونحن لن نسمح بذلك، وأيّده في ذلك رفاق سابقون وصفوا عناصر الجماعات الإرهابية ب المارقين الذين يريدون التخلّص منهم· وفي إشارة إلى خطف سبعة رهائن (خمسة فرنسيين بينهم امرأة ومواطن من الطوغو وآخر من مدغشقر) منتصف سبتمبر في النّيجر قبل نقلهم إلى شمال شرق مالي، تساءل أحد المتمرّدين التوارف السابقين: لماذا يتمّ خطف امرأة رهينة أو مدني؟· ومن جانب الإدارة في منطقة كيدال (شمال غرب) تمّ التأكيد أن هذه الوحدات الخاصّة لن يتأخّر تشكيلها، وقال مسؤول في ولاية كيدال طلب عدم كشف هوّيته إن هناك لجنة متابعة لاتّفاقات الجزائر تعمل على هذا الملف، وفي غضون أسابيع قليلة سيبدأ التنفيذ· وقالت أورسولا تيكيان التي تدير منظّمة غير حكومية لمساعدة الطفولة في شمال مالي: يجب تسريع إنشاء الوحدات الخاصّة، إن هؤلاء المتمرّدين التوارف السابقين لا يجدون عملا، وأضافت: علاوة على دفاعهم عن بلدهم، فإن ذلك يشكّل طريقة لتوفير عمل لهم حتى لا ينضمّون إلى عصابات مسلّحة عديدة في الصحراء، وقد ارتبط عدد قليل من التوارف بالجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل·