كشف مصدر من وزارة الدفاع المالية عن مفاوضات بين السلطات العسكرية الجزائرية والمالية تتعلق بإنشاء دوريات عسكرية مشتركة بين البلدين لتأمين الحدود وبالتحديد في شمال مالي التي عرفت أزمات أمنية بسبب تمرد التوارف• ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر من وزارة الدفاع المالية، أمس، أن وفدا عسكريا جزائريا تنقل أول أمس الاثنين الى العاصمة المالية "باماكو" للقاء نظرائهم• ونقلت نفس المصادر أن زيارة الوفد الجزائري رفيع المستوى التي تستمر الى اليوم ستخصص لمناقشة المشاكل الأمنية التي يعاني منها البلدان، وبالأخص مشكل التوارف وتسلل العناصر الإرهابية عبر الحدود، وكيفية دعم التعاون لتأمين الحدود الجزائرية المالية، خاصة في المجال العسكري وذلك بهدف تقليص التهديدات التي يمكن أن تزعزع أمن الدولتين، بعد أن زادت حدتها عقب حادثة تمرد التوارف في شمال المالي، حيث تسعى الجزائر الى النجاح في دور الوسيط لحل الأزمة بين متمردي التوارف والحكومة المالية من خلال دفع هذه الأخيرة الى تطبيق اتفاق السلام المبرم بين الطرفين منذ سنتين• وتأتي زيارة الوفد العسكري الجزائري عشية عقد لقاء ثلاثي بين ممثلين عن الحكومة المالية والتوارف والسلطات الجزائرية بهدف دفع اتفاق السلام نحو الأمام، حيث لم يثمر اللقاء الأخير الذي جمع بين وزير إدارة الأراضي المالي، الجنرال كافو غونا كونيه، وممثلين عن متمردي التوارف نهاية جوان المنصرم عن نتائج تساهم في تحسين العلاقة بين الطرفين• وقد أبدى "إبراهيم بهانغا" زعيم التحالف الديمقراطي من أجل التغيير أمله في أن تتمكن الجزائر من الدفع باتفاق السلام نحو التطبيق، حيث تقضي الاتفاقية بنزع السلاح من قبائل التوارف المتمردة مقابل موافقة السلطات المالية على دمج 600 من أفراد التوارف في الجيش وفي القطاعات الأمنية المختلفة• وتعمل الجزائر على احتواء التوتر بين الحكومة المالية والتوارف من أجل منع أي امتداد للعنف الذي عرفته منطقة "كيدال" القريبة على الحدود الجزائرية من خلال بذل جهود لإنجاح دور الوساطة الذي فشلت فيه ليبيا مؤخرا وقطع الطريق أمام اقتناص العناصر الإرهابية لفرص التوتر للتسلل عبر الحدود• ومن المقرر أن يعقد في باماكو قريبا لقاء يضم خبراء من دول الساحل الإفريقي يخصص لمناقشة ملف التهديدات الإرهابية في المنطقة، حسبما كشف عنه مؤخرا مفوض السلم والأمن الإفريقي، رمطان لعمامرة•