عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا مع فريق الأمن القومي قبيل التوجه إلى برشلونة أين يواجه شركاءه الأوروبيين في حلف الناتو لبحث إشكالية الخروج من مستنقع أفغانستان. وتأتي بعدها قمة اقتصادية قد تكون مكملة لقمة مجموعة العشرين التي شهدت تقلص نفوذ الولاياتالمتحدة. من المتوقع أن تطرح الولاياتالمتحدة، أمام القمة اليوم، مسألة وضع جدول زمني لنقل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية، وهو الجدول الذي من المرجح أن يبدأ تطبيقه اعتبارا من العام المقبل. وقال مستشار أوباما لشؤون أفغانستان وباكستان، الجنرال دوغ لوت، إن ''الهدف من هذا الجدول هو انسحاب القوات الأميركية القتالية من البلاد بحلول نهاية .''2014 وأضاف أنه ''بالنظر إلى الوضع على الأرض، وبفضل زيادة مواردنا العسكرية الدولية، فقد أصبح من الممكن من الآن فصاعدا البدء فى نقل المسؤوليات إلى الأفغان''. وتوقع أن تشهد قمة لشبونة إعلان حلف الأطلسي عن دعمه لشراكة دائمة مع أفغانستان لتطوير القوات الأمنية الأفغانية على المدى الطويل. وقال إن إعلان كندا يوم الثلاثاء عن إرسال 950 مدرب العام المقبل إلى أفغانستان، في الوقت الذي ستنسحب فيه قواتها، يدل على أن هذا البلد أصبح مستعدا للمرحلة الانتقالية التي ستجري في السنوات المقبلة، والتي سيضطلع فيها حلف الأطلسي بدور داعم أكثر فأكثر فيما ستتسلم القوات الأفغانية مسؤولياتها. ويتوقع الملاحظون استحالة إجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان في .2011 وقد رفع أوباما عدد جنوده بأفغانستان منذ سنة إلى 100 ألف، ولو أن أمريكا تبقى ملتزمة بالتاريخ المعلن إلى إشعار آخر. فبعد مرور 9 سنوات على احتلال البلد، تشهد الساحة تصعيدا ميدانيا، حيث تحولت المبادرة لصالح طالبان، مما جعل السنة الجارية الأكثر دموية على قوى التحالف. لكن أوباما سيحاول طمأنة الطرف الأوروبي بأن الحرب لن تدوم، وأن لديه خطة للخروج بأقل تكلفة. فيما يضغط عليه نواب جمهوريون لدفعه إلى التحدث عن موعد 2014 وليس عن 2011 كما هو معلن. قد يراهنون على عودة مرشحتهم بعد سنتين لإتمام ما تركه بوش من دمار. ويعملون على تعطيل المصادقة على معاهدة ''ستارت''2 كورقة ضغط. من جانبه أعد الأمين العام للناتو، فوغ رسموسن، مشروع ''الخيار الاستراتيجي''، المشكل من 11 صفحة، يلح على التضامن بين الأعضاء في حالة تعرض أحدهم لهجوم. كما شدد على تحديث العتاد الحربي للحلف للتصدي ل''الإرهاب الدولي'' و''الصواريخ الباليستية'' و''الهجمات الإلكترونية'' وأخرى تستهدف الاقتصاد الذي أضحى متشابكا. كما تطرق التقرير إلى الردع، بما في ذلك استعمال النووي الذي يبقي السلاح المحوري في المعادلة. وللاستفادة من تجربة أفغانستان يعمل الحلف على تكوين القوى المحلية وينصح بتعميق الشراكة مع دول آسيا والمتوسط والخليج وروسيا. لكن المعضلة تبقي في الموارد، وقد أنهك التسلح كاهل الدول النامية على ضوء الأزمة المالية الجديدة. الاستراتيجية توجه أصابع الاتهام إلى الخطر الذي قد يأتي من إيران أو كوريا الشمالية، لتوضع تركيا في موقع حرج للغاية لأنها لا تشاطر الحلفاء في تقييم منابع الخطر، كون إسرائيل -من وجهة نظرها- تهدد منطقة الشرق الأوسط أكثر من أي قوة أخرى، افتراضية أو حقيقية.